تحليل.. البيت الأبيض يسير على خط رفيع خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا

العالم
نشر
7 دقائق قراءة

(CNN)-- بعد شهرين من بدء الحرب الروسية في أوكرانيا، زادت إدارة جو بايدن كمية المعلومات الاستخباراتية التي تشاركها مع كييف، مما ساهم في توجيه ضربات ناجحة ضد كبار القادة الروس والسفينة البحرية الروسية "موسكفا "، حسبما أفادت لشبكة CNN مصادر مطلعة على تبادل المعلومات الاستخباراتية.

ولكن هذا الجهد يثير تساؤلات حول المدى الذي يرغب البيت الأبيض في الذهاب إليه لمساعدة أوكرانيا في محاربة الروس بينما يحاول أيضًا تجنب استفزاز موسكو والانزلاق إلى الصراع.

ويصر مسؤولو الإدارة الأمريكية على أن هناك قيودًا واضحة على المعلومات الاستخباراتية التي تشاركها مع أوكرانيا، بما في ذلك حظر تقديم معلومات دقيقة لاستهداف كبار القادة الروس بالاسم، كجزء من جهود البيت الأبيض لتجنب تجاوز خط قد تعتبره موسكو تصعيدًا.

ومع ذلك، أشار بعض المسؤولين الحاليين والسابقين إلى أن الحدود التي رسمتها إدارة بايدن تعسفية، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن النتيجة النهائية هي نفسها شن ضربات أوكرانية تقتل كبار القادة الروس.

علاوة على ذلك، فإن أي تقييم أمريكي للأفعال التي قد تستفز موسكو يعتمد على تفكير رجل واحد فقط، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال الجنرال المتقاعد روبرت أشلي، الرئيس السابق لوكالة استخبارات الدفاع: "أنت تحاول أن تفكر مثل فلاديمير بوتين وترى ما الذي يراه تجاوزا للخط الأحمر؟"، وأضاف: "هذا الخط الأحمر هو خط ربما يكون موجودا فقط في رأس بوتين وقد لا يكون شيئًا فكر فيه حتى."

وتقول مصادر مطلعة على نهج الإدارة الأمريكية إن قرارات توسيع المعلومات الاستخباراتية التي ترغب في مشاركتها تدريجيًا استندت في المقام الأول إلى أحكام مسؤولي إدارة بايدن بدلاً من أي تقييمات متغيرة حول الكيفية التي قد تنظر بها روسيا إلى إجراء معين، كما أنها تعكس الواقع المتطور على أرض الواقع في أوكرانيا، فقد تم تحديث إرشادات تبادل المعلومات الاستخباراتية الأمريكية في الأسابيع الأخيرة، على سبيل المثال، لمساعدة أوكرانيا في إجراء عمليات هجومية داخل منطقة دونباس، حيث أعادت روسيا تركيز جهودها العسكرية بعد فشلها في الاستيلاء على كييف.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" جون كيربي لمراسلة CNN بريانا كيلار، يوم الجمعة: "لن أصف أي خط بأنه رفيع أو وهمي المعلومات الاستخباراتية التي نقدمها لأوكرانيا قانونية وقانونية وشرعية ومحدودة، ونحن حريصون للغاية بشأن ما نشاركه ومتى نشاركه".

كما قدمت إدارة بايدن أسلحة بمليارات الدولارات وأقرت علنًا بأنها تقدم معلومات استخباراتية للأوكرانيين ولكن مع استمرار الحرب وقضاء أوكرانيا على العديد من الأهداف البارزة، سعى البيت الأبيض إلى ضبط كيفية وصف التأثيرات التي تحدثها المعلومات الاستخباراتية في ساحة المعركة بعناية، وبالنسبة لبعض المسؤولين السابقين، هذا تمييز لا فرق.

وقال وزير الدفاع الأمريكي السابق والمدير السابق لوكالة المخابرات المركزية ليون بانيتا لمراسل CNN فيكتور بلاكويل، الجمعة: "الجميع يعرف أننا نتبادل المعلومات الاستخباراتية، فنحن نقدم معلومات استخبارية عن المدفعية والأنظمة الأخرى التي يستخدمها الأوكرانيون، ولذا لا أرى هذا بأي شكل من الأشكال على أنه نوع من التصعيد بل أراه أنه الحفاظ على العلاقة التي أنشأناها في بداية هذه الحرب".

وأضاف بانيتا: "من الواضح أننا نوفر أنظمة الصواريخ والمدفعية وأسلحة أخرى لكن الأوكرانيين هم من يقررون كيفية استخدامها والأهداف التي يجب ضربها وهذا، بصراحة تامة، هو ما تدور حوله الحرب ".

وحتى الآن، لم تتخذ روسيا أي إجراء مباشر معروف ضد الولايات المتحدة أو الناتو ردًا على الدعم العسكري والاستخباراتي المستمر.

وتُرك المسؤولون الأمريكيون للتكهن بشأن سبب تراجع موسكو، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالهجمات الإلكترونية، التي حذرتها الولايات المتحدة قبل الحرب التي قد تستخدمها روسيا كعقاب على المساعدة الأمريكية، كما لم تتحرك روسيا لضرب كييف خلال زيارات مجموعة من كبار القادة الأمريكيين، من رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن.

وبالتأكيد لم تحاول ضرب شحنات الأسلحة التي تتدفق عبر بولندا، إحدى دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وبدأت روسيا مؤخرًا فقط في استهداف السكك الحديدية داخل أوكرانيا التي يُعتقد أنها تحمل أسلحة غربية للقتال.

ويرجح بعض المسؤولين الغربيين الحاليين والسابقين أن الكرملين قد يكون حذرا من التصعيد مثل البيت الأبيض ويدرك تماما أنه على الأقل عندما يتعلق الأمر بالقوة العسكرية التقليدية، فإن الولايات المتحدة تضع موسكو في وضع غير مؤات.

وتقول مصادر إن روسيا ربما تحجم عن الهجمات الإلكترونية لعدة أسباب، فقد تكون قلقة من أن الولايات المتحدة ستنتقم بشن هجوم إلكتروني، مما يؤدي إلى إدخال عنصر آخر من الفوضى في عملية عسكرية غير منظمة وفوضوية بالفعل، وقد تحافظ روسيا أيضًا على حذرها في حالة حدوث صراع مباشر مع الولايات المتحدة أو الناتو.

ويعتقد بعض المسؤولين أن عدم الكفاءة المطلقة من جانب روسيا قد يكون السبب أيضًا، وقال الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك، المحلل العسكري لـ CNNوالقائد السابق لحلف الناتو: "أنت لا تعرف ما إذا كان ذلك بسبب عدم كفاءة روسيا أو ترددها بشأن الناتو إنهم يعرفون أنه إذا كان الحلف سيتدخل بالفعل، فإن هذا الشيء سينتهي في وقت قصير باستثناء الأسلحة النووية."

ووفقا لمصدر مطلع على الاستخبارات الغربية، لم يكن لدى الفرق الإلكترونية التابعة للحكومة الروسية أي إشعار مسبق بالحرب، ومع ارتفاع دفاعات الأمن الإلكترونية الغربية تحسباً لهجوم، فمن المحتمل أيضًا أن تفشل الهجمات الروسية.

وعلى الرغم من المعلومات الاستخباراتية التي تبادلتها إدارة بايدن مع أوكرانيا، بما في ذلك اعتراض الاتصالات والمعلومات حول تحركات القوات الروسية، اتهم بعض أعضاء الكونغرس الجمهوريين البيت الأبيض بعدم القيام بما يكفي.

وقال كيربي، يوم الجمعة على شبكة CNN: "قبل بضعة أسابيع، كان الانتقاد الذي نتلقاه هو أنكم لا تمنحهم معلومات كافية، إنها ليست مناسبة بدرجة كافية لذلك واصلنا تزويدهم بالمعلومات الاستخباراتية وسنواصل القيام بذلك في المستقبل".