(CNN)-- شن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هجوما عنيفا على وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، الذي اقترح، يوم الثلاثاء، خلال تصريحات إلى منتدى دافوس، أن تهدف مفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا إلى إنشاء حدود في دونباس كما كانت موجودة عشية الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في فبراير/ شباط.
وقال زيلينسكي، في رسالة بالفيديو، يوم الأربعاء: "بصرف النظر عما تفعله الدولة الروسية، هناك من يقول: لنأخذ مصالحها في الاعتبار، هذا العام في دافوس، سمع مرة أخرى، على الرغم من سقوط آلاف الصواريخ الروسية على أوكرانيا، وعلى الرغم من عشرات الآلاف من الأوكرانيين الذين يقتلون، على الرغم من ما حدث في بوتشا و ماريوبول وغيرهما من المدن المدمرة، ومعسكرات التصفية التي أقامتها الدولة الروسية والتي يقتلون فيها ويعذبون ويغتصبون ويهينون".
وأضاف: "لقد فعلت روسيا كل هذا في أوروبا، لكن مع ذلك، في دافوس، على سبيل المثال، يخرج كيسنجر من الماضي العميق ويقول إن قطعة من أوكرانيا يجب أن تُمنح لروسيا".
كان كيسنجر قال: "يجب أن تبدأ المفاوضات في الشهرين المقبلين قبل أن تحدث اضطرابات وتوترات لن يتم التغلب عليها بسهولة"، وأضاف: "من الناحية المثالية، يجب أن يكون الخط الفاصل هو العودة إلى الوضع السابق"، مما يشير على ما يبدو إلى أن أوكرانيا توافق على التخلي عن جزء كبير من دونباس وشبه جزيرة القرم.
وتابع: "مواصلة الحرب بعد تلك النقطة لن تكون حول حرية أوكرانيا، بل حرب جديدة ضد روسيا نفسها".
ومن جانبه، قارن زيلينسكي آراء كيسنجر بالمعاهدة التي وقعت في ميونيخ، بين بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا خلال حكم النازي أدولف هتلر لإقناعه بالتوقف عن التوسع.
وقال الرئيس الأوكراني: "يبدو أن تقويم السيد كيسنجر ليس عام 2022 بل عام 1938، واعتقد أنه كان يتحدث إلى جمهور ليس في دافوس ولكن في ميونيخ آنذاك"، وأضاف: "بالمناسبة، في عام 1938، كانت عائلة السيد كيسنجر تفر من ألمانيا النازية وكان عمره 15 سنة".
وتابع أن "أولئك الذين ينصحون أوكرانيا بتقديم شيء ما لروسيا السياسيون الجغرافيون العظماء، لا يريدون دائمًا رؤية الناس العاديين"، وذكر: "الأوكرانيون العاديون الملايين من أولئك الذين يعيشون بالفعل في الإقليم الذي يقترحون استبداله بالوهم السلام، عليك دائما أن ترى الناس".