(CNN) -- يعتقد مسؤولون أمريكيون سابقون وحاليون أن ضباط استخبارات روس وجهوا مجموعة روسية متعصبة للعرق الأبيض بإرسال طرود مفخخة لعدة جهات في إسبانيا أواخر العام الماضي، منها رئيس الوزراء ووزارة الدفاع والسفارتين الأمريكية والأوكرانية.
ولم تقم السلطات الإسبانية بعد بأية اعتقالات على صلة بالهجمات التي أسفرت عن إصابة موظفا بالسفارة الأوكرانية، لكن كان يشتبه على نطاق واسع في ذلك الوقت في أن الطرود لها صلة بدعم إسبانيا لأوكرانيا.
وقال مسؤولان أمريكيان إن بعض التفاصيل حول كيفية القيام بحملة الطرود المفخخة وتنفيذها بالضبط ما زالت غامضة، وليس من الواضح مقدار المعرفة إن وجدت التي يمتلكها الكرملين أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه.
ومع ذلك، يعتقد المسؤولون الأمريكيون الآن أن حملة الطرود كانت على الأرجح طلقة تحذيرية للحكومات الأوروبية التي احتشدت حول أوكرانيا منذ الغزو الروسي في فبراير/ شباط الماضي.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أول من أورد عن تورط مزعوم للاستخبارات الروسية في تلك الهجمات.
ووفقا لمسؤول أمريكي، فمع احتدام الحرب في أوكرانيا، وخاصة إذا تدهورت الأوضاع بالنسبة لروسيا، يتوقع المسؤولون الأمريكيون أن تحاول موسكو البحث عن مجموعات يمكنها العمل معها بالوكالة لإثارة المخاوف من شن هجمات إرهابية قد تنفذها جماعات مدعومة من روسيا في أوروبا والشرق الأوسط.
كانت وزارة الخارجية الأمريكية صنفت "الحركة الإمبراطورية الروسية"، جماعة التفوق الأبيض، كمنظمة إرهابية عالمية في عام 2020.
ويُعتقد أن الجماعة لها صلات بوكالات الاستخبارات الروسية وقد تم استخدامها بالوكالة من قبل، بحسب تصريحات لمسؤولين حاليين وسابقين في الاستخبارات الأمريكية لشبكة CNN، لكنهم أكدوا أن هذه الروابط غامضة، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الولايات المتحدة تفتقر إلى الرؤية الجيدة داخل المجموعة الروسية.
وللمجموعة المتطرفة شركاء في جميع أنحاء أوروبا وتدير مراكز تدريب على الطراز العسكري داخل روسيا ولكنها ليست تابعة رسميا للحكومة لكن مسؤول أمريكي سابق قال إنه "ليس هناك شك في أنها تعمل في روسيا لأنه مسموح لها بذلك".
وفقا لأحد المصادر، فمن المحتمل أن يؤدي احتمال تورط جهاز تابع للحكومة الروسية مثل وكالة الاستخبارات العسكرية (GRU) في الهجمات، إلى الضغط على إدارة جو بايدن لتصنيف روسيا كدولة راعية للإرهاب.
وقد نفذت الاستخبارات العسكرية الروسية عمليات في جميع أنحاء أوروبا وخارجها، بما في ذلك محاولات الاغتيال ويُعتقد أيضا أنها قدمت مكافآت للمقاتلين المرتبطين بحركة طالبان في أفغانستان لقتل القوات الأمريكية هناك، على الرغم من أنه في هذه الحالة أيضا، ظلت التقارير الاستخباراتية عن ذلك غامضة ولم يكن تورط الكرملين واضحا.
ولا تزال الإدارة الأمريكية مترددة حتى الآن في تصنيف روسيا كدولة راعية للإرهاب، على الرغم من ضغوط نواب الكونغرس، بما في ذلك رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي.
وذكر أحد المسؤولين الأمريكيين أن هناك عيوبا في اتخاذ هذه الخطوة، مثل أنها ستحد من قدرة الإدارة على التعامل مع روسيا في المجالات التي قد ترغب في ذلك.