لماذا يريد "طباخ بوتين" السيطرة على باخموت الأوكرانية؟

العالم
نشر
4 دقائق قراءة

ساهم تيم ليستر وفاسكو كوتوفيو وأولغا فويتوفيتش وجيسي جريتنر وإليانور بيكستون ولورا فورد من شبكة من CNN في إعداد التقرير

(CNN)-- تقترب القوات الروسية أكثر فأكثر من السيطرة على مدينة باخموت في إقليم دونيتسك في أوكرانيا، بعد أسابيع من القتال الدامي الذي أدى تدريجيا إلى أن تزداد المقاومة الأوكرانية شراسة.

لماذا توجد باخموت في بؤرة الاهتمام؟

لا تعتبر باخموت المدينة التي كانت روسيا تأمل أن تقاتل من أجل الاستيلاء عليها في العام الثاني من غزوها، إنها في موقع صغير نسبيا بشرق دونيتسك، ظل بعيدا عن الحملة الروسية البطيئة لعدة أشهر.

ورغم تحقيق القوات الروسية مكاسب متزايدة في أنحاء المدينة، لكن الجيش الأوكراني لم يتراجع بعد، مما أدى إلى مواجهة تُذكر بالمعارك التي طال أمدها في مدن أخرى مثل سيفيرودونتسك خلال العام الماضي.

وسيعطي الاستيلاء على باخموت مؤشرا على بعض التقدم العسكري للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسيمنح قواته الفرصة لشن هجمات على المزيد من المناطق الحضرية في الغرب.

ما الذي يحدث على الأرض؟

قالت تيتيانا إجناتشينكو، المتحدثة باسم الإدارة العسكرية الإقليمية في دونيتسك الأوكرانية، لشبكة CNN، الأربعاء، إنه لا يزال هناك حوالي 4500 مدني في باخموت، من بينهم 48 طفلا، وطالبت الناس بإخلاء المدينة بسبب الخطر.

لكن القوات الأوكرانية اعترفت بأنه أصبح من الصعب التمسك بالمدينة لأن الطرق المؤدية من الغرب تتعرض لضغوط من قبل القوات الروسية، التي تقدمت إلى شمال وجنوب المدينة.

وأكد الجيش الأوكراني أيضا أن القوات الروسية تستعين بمقاتلين أصحاب خبرة كبيرة من مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة أثناء محاولتهم الاستيلاء على المدينة.

ماذا تعني باخموت للحرب؟

سيمثل الاستيلاء على المدينة نجاحا طال انتظاره للقوات الروسية وكذلك الحصول على قيمة إستراتيجية محدودة، فهي لديها طرق مهمة لأجزاء أخرى من منطقة دونيتسك، وإذا تمكن الروس من الاستيلاء على الأرض المرتفعة إلى الغرب من المدينة، فستكون المدن الصناعية القريبة تحت رحمة مدفعيتهم، ومن غير الواضح إلى أين ستعود القوات الأوكرانية بالضبط إذا انسحبت من المدينة.

وهو أمر مهم أيضا ليفغيني بريغوزين رئيس مجموعة "فاغنر"، الشهير بلقب "طباخ بوتين"، الذي كان حريصا على إظهار أن رجاله يستطيعون تحقيق انتصارات مع الاستيلاء على سوليدار والآن باخموت.

وقد زعم بريغوزين، في وقت سابق من الجمعة، أن قواته حاصرت باخموت تقريبا، ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أن يأمر قواته بالانسحاب من المدينة.

وقال بريغوزين في مقطع فيديو مصور في الضواحي الشمالية لباخموت، نشره على مواقع التواصل الاجتماعي: "أناشد رئيس أوكرانيا فلاديمير أليكساندروفيتش زيلينسكي (فلوديمير زيلينسكي)، عزيزي فلاديمير أليكساندروفيتش، حاصرت وحداتنا باخموت، ولم يتبق سوى طريق واحد".

وختم رئيس فاغنر قائلا: "هم (الجنود الأوكرانيون) يقاتلون، لكن حياتهم قصيرة، ربما تستمر ليوم أو اثنين، اعطهم فرصة لمغادرة المدينة، لأنها في الواقع محاصرة".

وفي المقابل، يقول الخبراء إن سقوط باخموت من غير المرجح أن يغير الصورة العامة للحرب في شرق أوكرانيا بشكل كبير، حيث لم يطرأ تغيير يذكر على الأرض في عام 2023.