(CNN)-- أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة، تقريرها الذي طال انتظاره بشأن الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من أفغانستان، والذي انتقد كلا من إدارتي دونالد ترامب وجو بايدن بسبب القرارات التي أدت إلى انسحاب "مميت وفوضوي" للقوات التي بقت ما يقرب من عقدين في أفغانستان.
وتضمنت النسخة غير السرية من التقرير، والتي تم نشرها علنا بعد أكثر من عام من اكتمال المراجعة، النتائج حول الأسابيع الأخيرة المضطربة للوجود الأمريكي في أفغانستان، بالإضافة إلى عدد من التوصيات.
ولم يشرح مسؤول كبير في وزارة الخارجية لماذا استغرق نشر التقرير كل هذا الوقت، ولا سبب إصداره قبل عطلة نهاية الأسبوع، قائلا إنهم لن يناقشوا الأسئلة المتعلقة بـ"عملية" إصدار التقرير.
وخضع انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان الذي تم بعد 20 عاما من البقاء إلى تمحيص شديد في الغالب من قبل النواب الجمهوريين، ومع ذلك، فإن الاتهامات بشأن المسؤول عن الفوضى التي وقعت في الأسابيع الأخيرة تراجعت إلى حد كبير على أسس حزبية، حيث وجه الجمهوريون أصابع الاتهام إلى إدارة بايدن، فيما ألقى الديمقراطيون باللوم على إدارة ترامب في إبرام الاتفاق الذي أدى إلى الانسحاب.
وذكر تقرير وزارة الخارجية أن "قرارات كل من الرئيس دونالد ترامب والرئيس جو بايدن بإنهاء المهمة العسكرية الأمريكية في أفغانستان كان لها عواقب وخيمة على قدرة الحكومة الأفغانية وأمنها"، وقال التقرير: "هذه القرارات وجد أنها لم تتحسب لأسوأ السيناريوهات، ومدى السرعة التي يمكن أن تُعالج بها المشكلات".
وأشار إلى أن احتمال الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية، الذي بدأ تنفيذه في عهد إدارة ترامب "يمثل تحديا هائلا" لوزارة الخارجية الأمريكية.
وأضاف: "عندما غادرت إدارة ترامب منصبها، ظلت الأسئلة الرئيسية بلا إجابة حول كيفية قيام الولايات المتحدة بذلك، وهل ستفي بالموعد النهائي للانسحاب العسكري الكامل في مايو/ أيار 2021، وكيف يمكن للولايات المتحدة أن تحافظ على وجود دبلوماسي في كابول بعد هذا الانسحاب، وما قد يحدث لأولئك المؤهلين لبرنامج تأشيرة الهجرة الخاصة (SIV) وغيرهم".
ووجد التقرير أنه بمجرد أن قرر بايدن في أبريل/ نيسان 2021 المضي قدما في الانسحاب الكامل، مع موعد نهائي جديد هو 11 سبتمبر/ أيلول 2021 ، فإن سرعة انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان "ضاعفت من الصعوبات التي واجهتها الإدارة في التخفيف من آثار الانسحاب".
وذكر التقرير أن "قرار تسليم قاعدة باغرام الجوية للحكومة الأفغانية يعني أن مطار حامد كرزاي الدولي سيكون السبيل الوحيد لعملية إخلاء محتملة لغير المقاتلين"، وكان هذا ما أثار أكبر الانتقادات للإدارة الأمريكية ووزارة الخارجية، حيث تُرك آلاف الأفغان الذين خدموا القوات الأمريكية بمفردهم، وكافح غيرهم في ظروف محفوفة بالمخاطر خلال محاولاتهم الوصول إلى المطار.
ووفقا للتقرير، "لم يتخذ كبار المسؤولين في الإدارة قرارات واضحة فيما يتعلق بالأفغان المعرضين للخطر"، وتابع أن ذلك "أضاف تحدي إلى التحديات التي واجهتها وزارتي الخارجية والدفاع أثناء عملية الإخلاء".