دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ارتفعالإنفاق العسكري العالمي بنسبة 9% على أساس سنوي في عام 2023 ليصل إلى مستوى قياسي بقيمة 2.2 تريليون دولار، حيث أدت الصراعات المتعددة إلى تفاقم انعدام الأمن العالمي، ومن المتوقع أن يرتفع في 2024 مع الحرب الإسرائيلية على غزة والصراع في أوكرانيا وتصاعد التوترات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وفقًا لتقرير جديد صادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية صدر، الثلاثاء.
وتمثل الصين وروسيا وحلف شمال الأطلسي معًا أكثر من 70% من الإنفاق الدفاعي العالمي، ولا تزال أمريكا تمثل الحصة الأكبر من هذا الإنفاق. وشكلت دول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة أمريكا، أكثر من نصف الإنفاق الدفاعي القياسي البالغ 2.2 تريليون دولار على مستوى العالم في العام الماضي، والبالغ إجماله 2.2 تريليون دولار.
كما قدر التقرير، وهو الإصدار السنوي الـ65 للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بعنوان “التوازن العسكري“، أن الإنفاق العسكري سيسجل رقماً قياسياً آخر هذا العام، مع استمرار هذه الصراعات في إحداث تأثيرها.
وأدى تجدد القتال بين إسرائيل وحماس، وعودة التهديد الصاروخي الحوثي إلى الظهور، وتصاعد التوترات في منطقة المحيط الهادئ الهندي والقطب الشمالي، والاضطرابات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، إلى جانب الحرب الروسية على أوكرانيا التي تقترب من عامها الثالث، إلى خلق بيئة أمنية شديدة التقلب في العام الماضي حسب التقرير.
وقال المدير العام للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في حديثه للصحفيين في لندن، باستيان غيغريش، إن العوامل المتعددة تمثل “صورة لعدم الاستقرار الاستراتيجي وعصرًا جديدًا من القوى المتنازع عليها“. وأشار إلى الغزو الروسي المستمر لأوكرانيا، والتحديث العسكري في الصين، والصراعات في الشرق الأوسط، والانقلابات العسكرية في أفريقيا.
لقد فقدت روسيا أكثر من 2900 دبابة قتالية رئيسية منذ شنت حربها واسعة النطاق على أوكرانيا، وهو نفس العدد الذي كان لديها في المخزون النشط في بداية العملية. ومع ذلك، تمكنت موسكو من مقايضة الجودة بالكمية، من خلال سحب آلاف الدبابات القديمة من المخازن بمعدل قد يصل في بعض الأحيان إلى 90 دبابة شهريًا. وتعني مخزونات المعدات الروسية المخزنة أن موسكو يمكن أن تتحمل حوالي ثلاث سنوات أخرى من الخسائر الفادحة وتجديد الدبابات من المخزونات، حتى لو بمعايير فنية أقل، بصرف النظر عن قدرتها على إنتاج معدات جديدة.
كما تكبدت أوكرانيا خسائر فادحة، رغم أن عمليات التجديد الغربية سمحت للبلاد بالحفاظ على حجم مخزونها على نطاق واسع مع تحسين جودة المعدات. ويسلط هذا الوضع الضوء على شعور متزايد بالجمود في القتال الذي قد يستمر حتى عام 2024.
وقد دفع العدوان الروسي الدول الأوروبية إلى زيادة الإنفاق الدفاعي وتعزيز حلف شمال الأطلسي، مع إضافة فنلندا إلى القوة القتالية والخبرة في خطط المرونة المجتمعية. وارتفع الإنفاق الدفاعي للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، والذي تهيمن عليه الولايات المتحدة، إلى نحو 50% من الإجمالي العالمي. وبإضافة ميزانيات الدفاع في الصين وروسيا والهند يصل المجموع الإجمالي إلى أكثر من 70% من الإنفاق العسكري العالمي.
وفي أماكن أخرى، تعمل الصين على تحديث قواتها الاستراتيجية. وهي تواصل العمل على الصاروخ الباليستي متوسط المدى DF-27 (CH-SS-X-24) المزود بمركبة انزلاقية تفوق سرعتها سرعة الصوت تهدف إلى التغلب على الدفاعات الصاروخية. كما تقدمت الجهود الصينية لتحويل جيش التحرير الشعبي إلى قوة لاستعراض القوة. وتدربت البحرية على مقربة من جزيرة غوام ومع سفن روسية بالقرب من ساحل ألاسكا. حاملة الطائرات الثالثة والأكثر قدرة في البلاد، فوجيان (Type-003)، اقتربت من التجارب البحرية. وفي الوقت نفسه، أرسلت الصين منطاد تجسس مزعوم عبر الولايات المتحدة (أسقطته طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية من طراز إف-22 رابتور).