لماذا سمح بايدن لأوكرانيا بتنفيذ ضربات داخل روسيا بأسلحة أمريكية؟

العالم
نشر
5 دقائق قراءة

(CNN) --  قال مسؤولان أمريكيان، لشبكة CNN، الخميس، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعطى الإذن لأوكرانيا بضرب الأراضي الروسية بذخائر أمريكية.

وكان بايدن وضع قيودا، في وقت سابق، على استخدام كييف للأسلحة الأمريكية بحيث لا تتمكن من ضرب أهداف على الحدود بالقرب من خاركيف إلا بعد أن حققت روسيا تقدما كبيرا حول المدينة في الجزء الشمالي الشرقي.

وقال مسؤول: "الرئيس وجه فريقه مؤخرا للتأكد من أن أوكرانيا قادرة على استخدام الأسلحة المقدمة من الولايات المتحدة في خاركيف حتى تتمكن من الرد على القوات الروسية التي تضربها".

ويمثل تخفيف القيود خروجا عن السياسة القائمة منذ فترة طويلة ويأتي وسط ضغوط دولية متزايدة من حلفاء الولايات المتحدة المقربين.

 لكن المسؤول ذكر أن الأمر يقتصر على المنطقة المحيطة بمدينة خاركيف، ولم تطلب أوكرانيا الإذن بعد ذلك، مضيفا أنهم لا يتوقعون قيام الولايات المتحدة بتوسيع المنطقة المسموح بها.

يذكر أن صحيفة "بوليتيكو" كانت أول من أورد عن القصة.

وقال المسؤول الأمريكي إن كييف طلبت من واشنطن تغيير سياستها في الأسابيع القليلة الماضية فقط مع تقدم القوات الروسية.

ويمكن الآن استهداف القوات الروسية ومستودعات الذخيرة والمراكز اللوجستية بالمدفعية والصواريخ التي توفرها الولايات المتحدة عبر الحدود من خاركيف في غرب روسيا.

كما أن الإدارة الأمريكية تقف بثبات في عدم السماح لأوكرانيا باستخدام أضخم الذخيرة التي أعطيت لها لإطلاقها على روسيا: الصواريخ طويلة المدى المعروفة باسم ATACMS والتي يمكن أن تصل إلى أهداف على بعد 200 ميل، أو 300 كيلومتر.

وأكد المسؤول أنه سُمح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأمريكية المضادة للطائرات لإسقاط التهديد الوشيك المتمثل في تحليق الطائرات الروسية في المجال الجوي الأوكراني والروسي، وقد فعلت ذلك بنجاح لكن الحظر منع أوكرانيا من استهداف الطائرات الروسية الموجودة على الأرض داخل روسيا.

وأشار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في تصريحات علنية خلال زيارته لمولدوفا، إلى استعداده لتغيير أسلوب الإدارة هذا الأسبوع عندما لفت إلى أن الولايات المتحدة يمكنها "تكييف وتعديل" موقفها.

وقال بلينكن إن "السمة المميزة للدعم الأمريكي لأوكرانيا هي التكيف مع تغير الظروف وتغير ساحات القتال، ومع تغير ما تفعله روسيا فيما يتعلق بكيفية متابعتها لتصعيد عدوانها، فقد تكيفنا وأنا واثق من أننا سنواصل القيام بذلك."

وفي اليوم السابق، أشار الزعماء الأوروبيون إلى أنهم غيروا موقفهم، ففي حديثه في مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس ، الثلاثاء، أوضح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الأسلحة الفرنسية المرسلة إلى أوكرانيا، بما في ذلك الصواريخ طويلة المدى، مسموح لها باستهداف قواعد داخل روسيا.

وكرر شولتس تصريحات ماكرون وقال إن أوكرانيا مسموح لها بالدفاع عن نفسها طالما احترمت الشروط التي قدمتها الدول التي زودتها بالأسلحة - بما في ذلك الولايات المتحدة - والقانون الدولي.

وكانت القيود الأولية التي تمنع أوكرانيا من إطلاق النار على الأراضي الروسية بالأسلحة الأمريكية كانت بسبب مخاوف إدارة بايدن بشأن تصاعد الحرب ورغم أن هذه المخاوف لا تزال قائمة، فقد تحركت الولايات المتحدة لتغيير موقفها بعد أن أشارت الحكومة الأوكرانية صراحة إلى الحاجة إلى الدفاع عن خاركيف، وبدأ الحلفاء الأوروبيون في تغيير موقفهم، وحثت قيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) الولايات المتحدة على السماح بمثل هذه الضربات.

وزار بلينكن أوكرانيا في وقت سابق من هذا الشهر واستمع بشكل مباشر إلى الطلب الأوكراني لملاحقة أهداف داخل الحدود الروسية.

 وفي تلك الرحلة، كرر بلينكن أن الولايات المتحدة ستتأكد من وضع أوكرانيا في "وضع يمكنها من الردع والدفاع ضد الهجمات المستقبلية".

وقال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين في وقت سابق من هذا الأسبوع: "إن الولايات المتحدة تشعر بثقل الحجة"، متوقعا حدوث تغيير في السياسة الأمريكية.

وذكرت مصادر أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ كان يحث بهدوء الولايات المتحدة والدول الأخرى على منح أوكرانيا القدرات التي تحتاجها لملاحقة أهداف داخل روسيا.

ولم تؤد جهود ستولتنبرغ المتكررة خلف الأبواب المغلقة إلى تغيير سياسة الولايات المتحدة على الفور ولكنه حرص هذا الأسبوع على التحدث علنا عن فائدة وربما ضرورة السماح لأوكرانيا بالدفاع عن نفسها بلا حدود.

وقال ستولتنبرغ إن "حرمان أوكرانيا من إمكانية استخدام هذه الأسلحة ضد أهداف عسكرية مشروعة على الأراضي الروسية يجعل من الصعب للغاية عليها الدفاع عن نفسها".