تحليل إخباري بقلم زاكاري وولف، محرر شؤون سياسية في شبكة CNN
(CNN)-- تعد اختيارات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لإدارته فريدة من نوعها لأسباب عديدة، فأحد الأشياء التي تجعل العديد منها بارزة هو أن تعاطي المخدرات من ماضيها القريب أو البعيد ليس قضية رئيسية، أو أنه طغى عليه قضايا أخرى أو لا يثير ضجة حاليا في عصر تتطور فيه وجهات النظر حول بعض المخدرات.
وإلى جانب التحقيق في ما إذا كان مات غيتز قد مارس الجنس مع فتاة قاصر، هناك تقارير عن تعاطي المخدرات غير المشروعة، والتي ينفيها عضو الكونغرس السابق عن ولاية فلوريدا.
ومن المؤكد تقريبًا أنه سيُسأل عما إذا كان قد تناول مخدرات غير مشروعة على الإطلاق أثناء جلسات تأكيد مجلس الشيوخ له ليكون المدعي العام، وهو الدور الذي سيشرف فيه على إدارة مكافحة المخدرات، من بين وكالات أخرى.
وبينما ينفي غيتز تعاطيه للمخدرات، أقر روبرت كينيدي جونيور بالذنب في حيازة الهيروين في ولاية ساوث داكوتا خلال 1984، وهو فصل قاتم من حياته خلال طريقه إلى التعافي، وتحدث علنا عن كونه مدمنا خلال الحملة الرئاسية.
والآن، بصفته مدافعًا عن الطعام الصحي، يريد كينيدي "جعل أمريكا صحية مرة أخرى" كمرشح ترامب لمنصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية، لكن تشككه في اللقاحات نال اهتمامًا أكبر من ماضيه.
كتب زميل له في جامعة هارفارد، المؤلف كيرت أندرسن، في مجلة أتلانتيك في وقت سابق من هذا العام أنه اشترى الكوكايين من كينيدي بينما كان الاثنان طلابا.
ويجلب كينيدي نظرته العالمية للإدمان إلى الأدوية الموصوفة مثل تلك التي تشرف عليها إدارة الغذاء والدواء، والتي سيشرف عليها إذا تم تأكيده كوزير للصحة والخدمات الإنسانية.
فعلى سبيل المثال، قال كينيدي مؤخرا على قناة فوكس نيوز عن عقار إنقاص الوزن الشهير "أوزيمبيك" إن شركات الأدوية "تعتمد على بيعه للأمريكيين لأننا أغبياء للغاية ومدمنون على المخدرات".
وفي الوقت نفسه، تم اختيار إيلون ماسك لقيادة "إدارة كفاءة الحكومة"، وفي حين أن هذا ليس منصبا رسميا في الإدارة، فإن شركات ماسك تتلقى مليارات الدولارات من العقود الحكومية.
ويتحدث علانية عن استخدامه للكيتامين بوصفة طبية، وهو العقار الذي سمع به العديد من الأمريكيين لأول مرة بعد وفاة الممثل ماثيو بيري العام الماضي.
وبعد تدخين الماريغوانا في الأماكن العامة خلال مقابلة مباشرة لبودكاست جو روغان في 2018، قال ماسك إنه وافق على الخضوع لاختبارات عشوائية للمخدرات لمدة 3 سنوات بناء على طلب وكالة "ناسا" للفضاء، التي تدفع مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب لشركة سبيس إكس التابعة لماسك.
لكن ماسك نفى مزاعم تعاطي المخدرات في الماضي، كما ورد في صحيفة وول ستريت جورنال في وقت سابق من هذا العام.
ويُحظر على الموظفين الفيدراليين تناول المخدرات غير المشروعة، ولا توجد تقارير تشير إلى أن أيًا من وزراء ترامب أو غيرهم من المرشحين الإدارة يتعاطون المخدرات غير المشروعة.
وليس من غير المسبوق أن يوظف ترامب أشخاصًا معروفين بتعاطيهم للمخدرات في الماضي.
ففي فترة ولاية ترامب الأولى، كان لدى مستشاره الاقتصادي الأعلى، لاري كودلو، تاريخ في تعاطي المخدرات، ولكنه لا يسعى إلى دور في فترة ولاية ترامب الثانية.
وأفادت شبكة CNN أن فريق ترامب هذا العام يتجاوز عمليات التحقق الطويلة التي يجريها مكتب التحقيقات الفيدرالي لبعض مرشيحه.
في النهاية، الأمر متروك لترامب، بصفته رئيسًا، ليقرر من يشارك المعلومات معه، وفقًا لتقرير CNN.
وكان تعاطي المخدرات في الماضي قضية رئيسية استخدمها الجمهوريون في عهد الرئيس جو بايدن، لأن نجله هانتر، كان يعاني من الإدمان، مما ساعد في تأجيج السلوك الذي أدى إلى اتهامات متعلقة بالانتهاك القوانين الخاصة بالسلاح والضرائب، ولكن هانتر بايدن ليس مسؤولا في إدارة والده، ولم يكن له أي دور رسمي.
وفي الوقت نفسه، لا يشرب ترامب الكحول، وقال إنه لم يتعاط المخدرات قط، ولم يشرب الكحول أو يدخن.
وتحدث ترامب بالتفصيل، في بودكاست "هذا الأسبوع الماضي" لثيو فو، عن مشاهدة شقيقه فريد وهو ينزلق إلى إدمان الكحول خلال ظهوره في أغسطس/آب.
ومن حيث السياسة، بدا فون قريبا من كينيدي عندما اشتكى من جماعات الضغط لشركات الأدوية- وهو الأمر الذي لم يقدم ترامب أفكارًا متعمقة بشأنه كما لم يذكر أن وزارة العدل خلال ولايته الأولى هي التي تفاوضت على صفقة مثيرة للجدل مع عائلة ساكلر والتي أبطلتها المحكمة العليا مؤخرًا.
وكانت عائلة ساكلر هي العائلة التي تقف وراء شركة بيرديو فارما، التي طورت أوكسيكونتين، وهو عقار شديد الإدمان.
وكان ترامب على الجانبين فيما يتعلق بكيفية معالجة مشاكل المخدرات ووباء المواد الأفيونية، ففي أحد مقاطع الفيديو، تفاخر بجهوده كرئيس لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من الإدمان، لكنه وعد أيضًا بتوسيع استخدام عقوبة الإعدام بشكل كبير لتجار المخدرات، ووعد بالضغط على الرئيس الصيني شي جينبينغ لخفض تدفق المخدرات.
وكانت الصين والمكسيك أيضًا من أولويات إدارة بايدن.
وركز ترامب تعهده بإغلاق الحدود الأمريكية كشيء مطلوب لوقف موجة المهاجرين غير المسجلين وكذلك لمحاربة العصابات التي تغمر الولايات المتحدة بمخدر الفنتانيل القاتل.
وصوت ترامب مع أكثر من 55٪ من الناخبين في فلوريدا هذا الشهر لصالح إضفاء الشرعية على الماريغوانا والمواد المخدرة لأغراض ترفيهية.
وكان هذا الموقف هو الذي وضعه في معارضة زعماء الجمهوريين في الولاية.
وفي فلوريدا، تتطلب التعديلات الدستورية للولاية 60٪ من الأصوات للنجاح، وقد رفض مشروع القانون من قبل أقلية من الناخبين بنسبة 44٪.
وهناك بند واحد متعلق بالمخدرات يتفق عليه جو بايدن وترامب، فعندما أيد مشروع القانون بشأن الماريغوانا في فلوريدا، قال ترامب إنه سيواصل العملية، التي بدأتها إدارة بايدن، لإعادة تصنيف الماريغوانا كمادة أقل خطورة في نظر الحكومة الفيدرالية.