 | | آلاف التشاديين فروا من المعارك إلى الدول المجاورة |
(CNN) -- شهدت العاصمة التشادية نجامينا "هدوءاً نسبياً" الثلاثاء، بعد توقف المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين، والتي أسفرت عن مقتل مئات المدنيين، وتشريد ما يزيد على 40 ألف شخص، فروا إلى دولة الكاميرون المجاورة. وأكد وزير الخارجية التشادي، أماد ألامي، أن قوات الجيش تمكنت من دحر المتمردين، مشيراً في تصريحات أدلى بها، بعد مشاروات مع نظيره الفرنسي، برنارد كوشنير، في باريس، إلى أن المتمردين أصبحوا على بعد 50 كيلومتراً (31 ميلاً) من نجامينا. وكان سفير تشاد لدى الاتحاد الأوروبي، مايتن جومبي، قد ذكر في تصريحات لـCNN في وقت سابق الثلاثاء، أن القتال توقف في نجامينا بعد ان تمكنت القوات الحكومية من فرض سيطرتها عليها، وطرد المتمردين منها. في الغضون، أكدت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين ومصادر باللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن القتال الذي اندلع مؤخراً بين القوات الحكومية الموالية للرئيس التشادي، إدريس ديبي، وعناصر التمرد المسلح، تسببت في مقتل مئات المدنيين، إضافة إلى تشريد عشرات الآلاف. وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر إن أكثر من 40 ألف تشادي نزحوا إلى منطقة "كوسيري" في الكاميرون، بعد أن عبروا النهر الذي يفصل بين الدولتين الأفريقيتين، إلا أنها أكدت أن هؤلاء اللاجئين يعيشون ظروفاً قاسية بسبب نقص إمدادات الغذاء والمياه وعدم وجود ملاجئ كافية لاستيعابهم. كما قال مسؤول آخر باللجنة، في تصريحات له من العاصمة التشادية، إن الصليب الأحمر ليس لديه حصيلة بعدد القتلى، إلا أنه قال إن المؤشرات ترجح مقتل المئات منذ دخول المتمردين إلى نجامينا السبت الماضي، مشيراً إلى أن معظم القتلى سقطوا نتيجة إصابتهم بطلقات نارية. ونقلت وكالة أسوشيتد برس أن جنود الجيش التشادي قطعوا الطريق على جسرين رئيسيين يربطان بين تشاد ودولة الكاميرون المجاورة، أمام الآلاف من النازحين، الذين تركوا منازلهم هرباً من المعارك العنيفة بين الجيش والمتمردين. وكان متحدث باسم المتمردين قد ذكر في تصريحات لراديو فرنسا الدولي أن جماعته توافق على وقف إطلاق النار، إلا أن وزير الخارجية الفرنسي وصف تلك التصريحات بأنها "غير مجدية"، مشيراً إلى أن القتال توقف بالفعل في العاصمة التشادية. جاء توقف المعارك في نجامينا، بعد قليل من صدور قرار "غير ملزم" لمجلس المن الدولي، يدين هجمات المتمردين، ويمنح فرنسا، ودولاً أخرى، الضوء الأخضر لمساعدة نظام الرئيس ديبي على سحق قوى التمرد.(المزيد) وجاء قرار الإدانة الدولية في أعقاب مناشدة أطلقها سفير تشاد لدى الأمم المتحدة، محمد آدم، طالب فيها الدول الأعضاء "تقديم كافة العون والمساعدة اللازمين" لإنهاء عدوان المتمردين بغرض الإطاحة بحكومة الرئيس إدريس ديبي، الذي قاد العمليات العسكرية في مواجهة المتمردين. وفي موازاة ذلك، استبعد وزير الخارجية الفرنسي دخول قوات فرنسية المواجهات العسكرية إلى جانب القوات التشادية، مشيراً إلى سيطرة الحكومة على الأوضاع. وأعلن أمام حشد من الصحفيين في العاصمة الفرنسية: "لا نية لنا برفع حالة التأهب بين القوات الفرنسية، أكثر مما هو عليه الوضع حالياً، وشن عمليات عسكرية." وتنشر فرنسا قوة قوامها 1800 جندي في الدولة التي كانت تستعمرها سابقاً، مدعومة بطائرات مقاتلة. | 
