| راؤول: سنشاور كاسترو في شؤون الدولة الهامة |
هافانا، كوبا (CNN)-- انتهت حقبة الرئيس الكوبي المستقيل فيدل كاسترو التي استمرت إلى ما يقارب نصف قرن رسمياً السبت باختيار "المجلس الوطني" شقيقه البراغماتي راؤول كاسترو خلفاً له. وجاء اختيار راؤول، 76 عاماً، الذي تولى رئاسة البلاد بالإنابة لأكثر من عام ونصف العام، طبقاً للتوقعات وعقب خمسة أيام من إعلان الزعيم الكوبي المخضرم العليل التنحي عن المنصب في رسالة نشرتها صحيفة "غرانما" الرسمية. وأجاز المجلس الوطني (البرلمان) بالإجماع اقتراح الرئيس الجديد "مشاورة فيدل" في القرارات النهائية المتعلقة بشؤون الدولة، مشدداً بذلك أن الزعيم المخضرم مازال القائد الفعلي. كما اختار المجلس بنوابه الـ614 جوسيه رامون ماشادوا، 77 عاماً، لمنصب نائب رئيس "مجلس الدولة" رغم التوقعات باختيار مرشح أكثر شباباً. واختار البرلمان 31 عضواً جديداً للهيئة الحاكمة التي تعرف باسم "مجلس الدولة" الذي يدير دفة شؤون البلاد، ويتولى رئيسه رئاسة الدولة والحكومة. ويقول مراقبون إن الرسالة التي بعثها المجلس مفادها أن النظام الثوري الذي رسخه فيدل باق دون تغيير، رغم تغير القيادات التي وضعت الجزيرة الشيوعية على نقيض دائم مع الولايات المتحدة. وتأتي التغيرات الجديدة مخيبة لآمال العديد من الكوبيين الذين تعشموا أن تأتي رياح التجديد بإصلاحات اقتصادية تحسن من مستوياتهم المعيشية، في الدولة التي يبلغ متوسط دخل الفرد فيها 19 دولاراً في الشهر، بحسب الأسوشيتد برس. كما أحبطت توقعات الإدارة الأمريكية التي قالت إن التغير من كاسترو لآخر غير كاف، ووصفته بأنه: "انتقال للسلطة والقوة من ديكتاتور إلى آخر أخف." وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس السبت إن "من حق الكوبيين اختيار قياداتهم في انتخابات ديمقراطية" وحثت حكومة هافانا إلى "بدء عملية تغييرات سلمية وديمقراطية بإطلاق كافة السجناء السياسيين، واحترام حقوق الإنسان، وتمهيد الطريق أمام انتخابات حرة ونزيهة." إلا أن نبرة المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية جون ماكين كانت أكثر تشاؤماً بتوقعاته عدم حدوث إصلاحات رئيسية في كوبا وحتى وفاة الرئيس المستقيل فيدل كاسترو، وتمنى أن لا يستغرق الأمر طويلاً. وعقب ساخراً خلال توقفه في إنديانا: "أتمنى أن تتاح له (كاسترو) فرصة الالتقاء بكارل ماركس في القريب العاجل." وجاءت تعليقات ماكين في أعقاب جدل بين مرشحي الحزب الديمقراطي السيناتور باراك أوباما والسيناتور هيلاري كلينتون حول أفضل السُبل لدفع رياح التغيير نحو كوبا. كما تأتي رداً على سخرية الزعيم الكوبي المخضرم من الانتخابات الممهدة للسباق الرئاسي الأمريكي ومن المرشحين المتنافسين، وقال إنهم عملوا جاهدين كي لا يثيروا غضب أي ناخب من خلال إصرارهم جميعاً على انتقاد كوبا، كما انتقد تعبير "التغيير" المتداول بكثرة في الحملات الأمريكية، مقراً بالحاجة إلى ذلك في واشنطن وليس في بلاده. |