| الدالاي لاما ينفي سلطته على احتجاجات التبت |
بكين، الصين (CNN)-- أقرت السلطات الصينية لأول مرة الأربعاء بامتداد أعمال العنف التي اندلعت في إقليم التبت منذ نهاية الأسبوع الماضي، امتدت إلى مناطق أخرى خارج الإقليم، في الوقت الذي دفعت فيه بتعزيزات عسكرية إلى "لاسا" العاصمة الإقليمية للتبت. يأتي اعتراف حكومة بكين باندلاع احتجاجات في المناطق المجاورة لإقليم التبت، مناقضاً لمزاعم صينية سابقة بأن الزعيم الروحي للتبت، الدالاي لاما، هو المحرض الرئيسي لتلك الاحتجاجات داخل الإقليم، من منفاه بشمال الهند، حيث يعيش هناك منذ نحو 49 عاماً. ونقلت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" عن مسؤولين في بكين قولهم الخميس إن الاحتجاجات تفجرت أيضاً في إقليمي "غانسو" و"سيشوان" تأييداً للدالاي لاما، في أعقاب الاتهامات التي وجهها له رئيس الوزراء الصيني ون جياباو، في وقت سابق هذا الأسبوع. من جانبه، أعلن الزعيم الروحي للتبت الخميس، استعداده لقاء المسؤولين الصينيين، بمن فيهم الرئيس هو جينتاو، معرباً عن مخاوفه من اندلاع المزيد من أعمال العنف والاحتجاجات المناهضة للصين في الإقليم، قائلاً إنه ليس لديه أي سيطرة على الاحتجاجات. وفي تصريحات أدلى بها من "دارامصالا" بالهند، خلال اجتماع استمر نحو ساعة و40 دقيقة، قال الدالاي لاما: "لا أملك أي سلطة، وليس لدي النفوذ لأبلغ الحركة بأن تتوقف"، وتابع قائلاً: "المزيد من العنف قد ينتشر في التبت، لكني لا أملك سلطة أخلاقية تسمح لي بوقف غضب أبناء التبت." وفيما شدد مجدداً على ضرورة الابتعاد عن العنف، قائلاً إنه "ملتزم بإزالة كل المشاعر السلبية بين سكان التبت وفقدان الثقة بين الصينيين"، فقد أعلن استعداده الذهاب إلى بكين، لإجراء مفاوضات لإنهاء أزمة إقليم التبت، إلا أنه قال إن ذلك "لن يتم دون وجود عرض حقيقي من الصينيين." إلى ذلك، أعلنت الحكومة المحلية في التبت الموالية لبكين الخميس، أن من قاموا بتسليم أنفسهم للشرطة لتورطهم في أعمال الشغب في "لاسا" عاصمة الإقليم، ارتفع إلى أكثر من 170 شخصاً، حسبما نقلت وكالة الأنباء الصينية. وأظهرت أحدث إحصاءات الحكومة الإقليمية أن ما يقرب من 325 شخصاً أصيبوا خلال أحداث العنف التي اندلعت في الإقليم منذ الجمعة الماضي، في حين أن الخسائر المادية تجاوزت 200 مليون يوان (حوالي 28 مليون دولار أمريكي)، وفقاً للمصادر الرسمية. وبحسب الإحصاءات، تشمل الخسائر مائة مليون يوان في المتاجر، و6.5 مليون يوان في المنشآت العامة، و9.05 مليون يوان في الخدمات المالية، والباقي خسائر في المباني الحكومية، مشيرة إلى أن أعمال العنف ألحقت أضراراً بنحو 422 متجراً، وستة مستشفيات، وسبع مدارس، و120 منزلاً، كما تم إحراق 84 سيارة. في الغضون، رفضت بكين تصريحات رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، التي أعلنها الأربعاء، والتي أعرب فيها عن رغبته في الاجتماع مع الدالاي لاما، في إطار جهود الهدف منها إلى تجنب اندلاع مزيد من أعمال العنف في الإقليم، الذي يتمتع بالحكم الذاتي. وحثت وزارة الخارجية الصينية الجانب البريطاني على "الفهم الواضح للوجه الحقيقي للدالاي لاما، وعدم دعم الدالاي وأنشطته الانفصالية"، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، تشين قانغ، إن "الصين قلقة للغاية إزاء تلك الرسالة." وقال المتحدث الصيني: "كما أشرنا مراراً، فإن الدالاي لاجئ سياسي، يشارك في أنشطة لتقسيم الصين تحت غطاء الدين"، متهماً من وصفهم بـ"عصبة الدالاي"، بالتنظيم والتدبير عن عمد، والتحريض لأعمال الشغب، التي "تكشف مرة أخرى عن الطبيعة الانفصالية للدالاي"، الذي أنكر مراراً تلك الاتهامات. |