| تصاعدت هجمات طالبان، التي تمولها أموال زراعة المخدرات، منذ العام الماضي |
كابول، أفغانستان (CNN) -- لقي جنديان تابعان لحلف شمال الأطلسي "ناتو" مصرعهما، وأصيب ستة آخرون في هجوم انتحاري شرقي أفغانستان، بحسب ما أعلنت الجهات المختصة الثلاثاء. وأدى الهجوم كذلك إلى مقتل اثنين من العمال الأفغان وإصابة اثنين من عناصر الأمن، كما أدى لجرح أربعة من عناصر الناتو. وقال قائد قوة شرطة إقليم "خوست" محمد أيوب خان، إن انتحارياً استهدف قاعدة عسكرية، لم يحددها كما لم يتطرق إلى كيفية تنفيذ الهجوم. وألقى خان بتبعة الهجوم على حركة طالبان. ولم يؤكد الناطق باسم الجيش الأمريكي السيرجنت دين ويلش إذا ماكان الهجوم عملية انتحارية، واكتفى بالإشارة إلى أن الضحايا من العاملين تحت مظلة "قوة المساعدة الأمنية الدولية" (إيساف) التابعة للناتو. كما رفض الإفصاح عن هوية الجنود الضحايا. وكانت زارة الدفاع الكندية قد أعلنت الاثنين مقتل عنصر تابع لها، ينتمي إلى قوة المساعدة الأمنية الدولية "إيساف" في جنوبي أفغانستان. وذكر وزير الدفاع، بيتر غوردان ماكي، إن الجندي مايكل يوكي هياكازي، قضى إثر انفجار قنبلة في طريق قافل إمداد كان يرافقها في منطقة "موشان" بمقاطعة "بانجاواي" غربي قندهار. وكان مدير الأستخبارات القومية الأمريكية، مايك ماكونيل، قد أعلن الشهر الماضي أن حركة طالبان المتشددة تسيطر على ما بين 10 في المائة و11 في المائة من الأراضي الأفغانية. وصعدت الحركة، التي أطاح بها الغزو العسكري الأمريكي في أواخر عام 2001، من هجماتها العسكرية منذ العام الماضي، فيما تعالت التحذيرات من مغبة إخفاق القوات الدولية هناك. وشدد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس السيناتور جوزيف بيدن، الاثنين الماضي، على ضرورة انخراط أعضاء حلف شمال الأطلسي الكامل في العمليات العسكرية، محذراً أن مستقبل الناتو على المحك. وانتقد القيود التي يفرضها بعض الحلفاء لتحديد مهام قواتهم في أفغانستان، قائلاً إن ما يُدعى "بأنه قيود وطنية.. يجعل من الناتو ومبدأ المهمة الموحدة عرضة للسخرية." وينشر حلف شمال الأطلسي، بعد سبع سنوات من دحر نظام طالبان المتشدد في أواخر عام 2001، نحو 42 ألف جندي منهم 14 ألف من الأمريكيين. وقال بيدن، الذي قام بجولة في باكستان وأفغانستان مؤخراً، إن فشل الناتو يتهدد مستقبل الدولتين: "يجب ألا تصبح أفغانستان أبداً ملجأً آمناً للقاعدة مجدداً، لكن حال وقوعها، ستتبعها باكستان لأن المتشددين يضعون نصب أعينهم على الجائزة الكبرى في الشرق." وحث الولايات المتحدة على تكثيف جهود إعادة بناء أفغانستان، مشيراً إلى أن ما خصصته الإدارة الأمريكية لإعادة الإعمار هناك خلال ست سنوات، ينفقه الجيش الأمريكي خلال ثلاثة أسابيع على عمليات عسكرية في العراق. وبيدن هو ثاني مسؤول أمريكي يحذر من مغبة إخفاق الناتو في أفغانستان، بعد وزير الدفاع روبرت غيتس. وفي شق متصل، حذرت وزارة الخارجية الأمريكية في تقرير نشر الجمعة من أن زراعة الأفيون في أفغانستان، التي بلغ إنتاجها معدلاً قياسياً، تقوض الديمقراطية وتزود حركة طالبان بالمال والعتاد العسكري، وطالبت حكومة كابول بتبني خطوات فورية ومباشرة في هذا الصدد. ورسم التقرير صورة قاتمة للوضع في الدولة التي غزتها الولايات المتحدة في أواخر عام 2001 لدحر حركة طالبان المتشددة، مشيراً إلى أن الارتفاع القياسي، وللعام التالي على التوالي، يترافق جنباً إلى جانب مع انبعاث الحركة مجدداً رغم جهود الجيش الأمريكي. وارتبط ارتفاع إنتاج الأفيون، الذي بلغ 93 في المائة من إنتاج العالم من المخدر، بارتفاع معدلات العنف الدموي، مثل الهجمات الانتحارية والهجمات المسلحة والتفجيرات، وفق الأسوشيتد برس. |