| بيدن حذر من عواقب وخيمة جراء الفشل في أفغانستان |
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- حذر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس السيناتور جوزيف بيدن، الاثنين، من مغبة الإخفاق في أفغانستان وانعكاس ذلك على الجارة باكستان، وطالب الولايات المتحدة والناتو تكثيف جهودهما لتفادي وقوع الدولتين بأيدي العناصر المتشددة. وشدد بيدن على ضرورة انخراط أعضاء حلف شمال الأطلسي الكامل في العمليات العسكرية، محذراً أن مستقبل الناتو على المحك، وأضاف منوهاً: "العديد من حلفاء الناتو اعتقدوا أنهم يوقعون لمهمة حفظ سلام وليس لخوض عمليات لمواجهة التمرد"، نقلاً عن الأسوشيتد برس. وانتقد القيود التي يفرضها بعض الحلفاء لتحديد مهام قواتهم في أفغانستان، قائلاً إن ما يُدعى "بأنه قيود وطنية.. يجعل من الناتو ومبدأ المهمة الموحدة عرضة للسخرية." وينشر حلف شمال الأطلسي، بعد سبع سنوات من دحر نظام طالبان المتشدد في أواخر عام 2001، نحو 42 ألف جندي منهم 14 ألف من الأمريكيين. وقال بيدن، الذي قام بجولة في باكستان وأفغانستان مؤخراً، إن فشل الناتو يتهدد مستقبل الدولتين: "يجب ألا تصبح أفغانستان أبداً ملجأً آمناً للقاعدة مجدداً، لكن حال وقوعها، ستتبعها باكستان لأن المتشددين يضعون نصب أعينهم على الجائزة الكبرى في الشرق." وحث الولايات المتحدة على تكثيف جهود إعادة بناء أفغانستان، مشيراً إلى أن ما خصصته الإدارة الأمريكية لإعادة الأعمار هناك خلال ست سنوات، ينفقه الجيش الأمريكي خلال ثلاثة أسابيع على عمليات عسكرية في العراق. وبيدن هو ثاني مسؤول أمريكي يحذر من مغبة إخفاق الناتو في أفغانستان. وكان وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس، قد حذر في معرض حوار تناول التحديات التي تواجه القوات الدولية في مواجهة المتشددين في أفغانستان، إن حلف الناتو في خطر. وصرح غيتس، خلال مؤتمر حول السياسات الأمنية في ميونيخ في فبراير/شباط الجاري، هيمنت أفغانستان على أجندة مناقشاته، قائلاً: "لا يتوجب علينا أن نصبح تحالفاً من شقين بين أولئك الراغبين في القتال وآخرين رافضين." وتشكل مهمة القوات الدولية في أفغانستان، إحدى نقاط الخلاف التي لا تحصى بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في الحلف الأطلسي، الذي أنشئ منذ قرابة ستة عقود كمتراس لمواجهة الاتحاد السوفيتي سابقاً. وقال وزير الدفاع الأمريكي إن تحقيق النجاح في أفغانستان، وكيفية تحقيق تلك الأهداف، تعد من أصعب التحديات التي تواجه الحلف، وفق الأسوشيتد برس. واتهم غيتس خلال حواره بعض دول الناتو برفض نشر قواتها في الخطوط الأمامية والمشاركة في العمليات القتالية مما يضع المزيد من الأعباء على قوات الحلفاء الآخرين. وتواجه بعض الحكومات الأوروبية رفضاً شعبياً للحرب التي أشعلها الرئيس الأمريكي جورج بوش ضد الجماعات الإرهابية، فيما تقدم أخرى مساهمات عسكرية في أفريقيا، والبلقان، والشرق الأوسط وترزح تحت ضغوط لتقديم المزيد من القوات تجاه قوات حفظ السلام الدولية في دارفور. وكان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي قد حذر الشهر الماضي، من أنه ما لم تبذل بعض الدول، من بينها باكستان، المزيد من الجهود للتصدى لتنامي مد المتشددين، فإن أفغانستان ستقع مجدداً في أيدي العناصر الإرهابية، الأمر الذي سيكون له عواقب وخيمة على الصعيدين الإقليمي والدولي. وقال كرزاي، في حديث لـ CNN على هامش اجتماعات منتدى دافوس الاقتصادي، إن "السياسات المضللة" لبعض التنظيمات والدول، لم يسمها، تواصل تأجيج العنف في بلاده، معرباً عن ثقته بعدم اختباء زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في الأراضي الأفغانية. |