/العالم
 
1800 (GMT+04:00) - 11/07/08

الجيش الأمريكي يعرض فيديو لغاراته عند حدود باكستان

جريح باكستاني من قبيلة مهمند

جريح باكستاني من قبيلة مهمند

إسلام أباد، باكستان(CNN)-- عرض الجيش الأمريكي الخميس شريط فيديو صورته طائرة دون طيران، قال إنه يؤكد بأن الغارات التي تنفذها مقاتلاته عند منطقة الحدود بين باكستان وأفغانستان تستهدف عناصر مسلحة معادية للقوات الدولية المنتشرة في أفغانستان.

وجاء عرض الشريط بعدما تقدمت باكستان باحتجاج رسمي مساء الأربعاء لسفيرة واشنطن لديها بدعوى أن غارة أمريكية أودت بحياة 11 من جنودها.

وعرض البنتاغون الشريط عبر شبكة الانترنت الخميس، وهو عبارة عن صور بالأبيض والأسود، وسُمع في الخلفية صوت لشخص يشير إلى عدم وجود عسكريين أو منشآت في الموقع.

وكانت مصادر دبلوماسية مطلعة قد أكدت أن باكستان سلّمت السفيرة الأمريكية لديها، آن باترسون، الأربعاء رسالة احتجاج بسبب مقتل 11 جندياً باكستانياً في غارة جوية تقول إسلام أباد أن طائرة أمريكية نفذتها على أراضيها، وذلك خلال لقاء عقدته باترسون مع وكيل الخارجية الباكستانية، سلمان بشير.

وبالتزامن مع هذه التطورات، أصدر الجيش الأمريكي بياناً أقرّ فيه بتنفيذ الغارة، غير أنه قال إنها استهدفت "قوات معادية لأفغانستان،" قامت قبيل ضربها بشن هجوم استهدف القوات الدولية في ولاية كونار الأفغانية.

ولم يحدد الجيش الأمريكي مكان وقوع الغارة، غير أنه شدد على أن قواته البرية "لم تدخل الأراضي الباكستانية."

من جهته، قال مصدر أمريكي مسؤول إن واشنطن تعاني "مشكلة اتصال كبيرة" مع إسلام أباد، حيث تظهر صعوبات جمّة في عثور واشنطن على الجهات المعنية بتقديم ما ترغب في الحصول عليه، كما تتناقص المعلومات التي تزوّد إسلام أباد واشنطن بها حول القضايا المشتركة.

وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه في حديثه لـCNN قائلاً:"لقد منحناهم الكثير من المعلومات، لكن إلى أين يرسلونها؟.. إنها لا تصل إلى الموجودين على الأرض ولا ندري إذا ما كان بوسعهم التواصل، إنها مشكلة تحدثنا معهم حولها طويلاً."

وكانت باكستان قد أدانت الغارة الجوية التي قالت إنها أسفرت عن مقتل 11 جندياً باكستانياً، "ممن يشاركون مع القوات الأمريكية في الحرب ضد الإرهاب."

ووصف المتحدث باسم الجيش الباكستاني، أثار عباس، الغارة الجوية الأمريكية بأنها "عمل جبان غير مبرر"، مشيراً، في تصريحات لـCNN، إلى أن الطائرات الأمريكية قصفت المنطقة الواقعة داخل الأراضي الباكستانية، بناء على استدعاء من القوات الأفغانية.

لقاء بين سفيرة أمريكا ووكيل الخارجية الباكستانية

وفي واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية أن السفيرة الأمريكية في إسلام أباد، آن باترسون، التقت وكيل وزارة الخارجية الباكستانية، سلمان بشير، الأربعاء، على خلفية الغارة الجوية التي أسفرت عن مقتل عدد من الجنود الباكستانيين.

ولم يوضح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، غونزالو غاليغوس، ما إذا كانت الخارجية الباكستانية أمرت باستدعاء السفيرة الأمريكية، احتجاجاً على تلك الغارة، أم أن اللقاء جرى بمبادرة من باترسون.

ووصف غاليغوس "الحادث" بأنه "مثير للأسى"، وقال إنه "بمثابة تذكير لنا بأن توفير نظم اتصالات جيدة عبر الحدود، هو أمر في غاية الأهمية."

وأضاف قوله: "نحن نشعر بحزن عميق لسقوط قتلى في صفوف الجيش الباكستاني، الذي هو شريك لنا في الحرب ضد الإرهاب."

احتجاج "شديد اللهجة" من إسلام أباد لواشنطن

وكان بيان صدر عن قيادة الجيش الباكستاني قد ذكر أن "ما قامت به قوات التحالف يعد ضرباً للتعاون والتضحيات التي قدمها الجنود الباكستانيون لدعم الحرب التي تخوضها قوات التحالف ضد الإرهاب."

ولفت البيان إلى أن القصف الجوي وقع على نقطة تفتيش حدودية في منطقة "غورا براي"، في ولاية "مهمند"، بالقرب من الحدود الأفغانية.

وأكد البيان العسكري الباكستاني أن الجيش قدم احتجاجاً "شديد اللهجة" إلى الجانب الأمريكي، وأنه يحتفظ "بحقه في حماية مواطني وجنود باكستان ضد أي عدوان."
 
وكان عدد من وسائل الإعلام الباكستانية ومراقبين من المعهد الباكستاني للسلام قالوا إن مقاتلين أفغان هاجموا نقطة تفتيش في ولاية مهمند المتنازع عليها، والتي تم تسميتها بذلك الاسم بسبب قبيلة مهمند، التي تسكن المنطقة على جانبي الحدود.

وقال مراقبون من معهد السلام، إن الجنود الباكستانيين حاولوا استعادة نقطة التفتيش بعد أن سيطر عليها المقاتلون الأفغان، واشتبك الطرفان.

أوضح محمد أمير رانا، من المعهد أن "قوات التحالف وصلت إلى المنطقة لمساعدة الجنود الأفغان."

advertisement

وتعتبر القوات الباكستانية أن مثل هذه الهجمات تجعل مهمة حماية الحدود صعبة، إذ يقول الجنرال أطهر عباس، الناطق باسم الجيش الباكستاني، إن "أثر تلك الهجمات سلبي تماما، ولا يخدم التحالف، ويزيد صعوبة مهمة الطرفين."

وخلال الأشهر الأخيرة، ألقى مسؤولون باكستانيون باللوم على قوات التحالف بسبب هجمات صاروخية قامت بها تلك القوات في الأراضي الباكستانية، أسفرت إحداها عن مقتل 14 شخصا في منطقة باجاور القبلية في 14 مايو/ أيار الماضي.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.