تسفانجيراي انسحب من الانتخابات ودعا الأمم المتحدة للتدخل لإنقاذ الديمقراطية في بلاده
هراري، زيمبابوي (CNN)-- تضاربت تقارير الحكومة الزيمبابوية بشأن إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، المقررة في السابع والعشرين من يونيو/ حزيران الجاري، رغم إعلان مرشح المعارضة الوحيد، مورغان تسفانجيراي، انسحابه من السباق الرئاسي، في الوقت الذي أشارت فيه مصادر بالمعارضة إلى أن الزعيم المعارض طلب اللجوء إلى السفارة الهولندية.
وقال مسؤول في "الحركة من أجل تغيير ديمقراطي"، التي يتزعمها تسفانجيراي، إن المرشح الرئاسي السابق طلب اللجوء إلى سفارة هولندا في العاصمة الزيمبابوية هراري، بعد يوم واحد من إعلان انسحابه من الانتخابات التي كانت مقررة في 27 يونيو/ حزيران الجاري.
كما أكدت وزارة الخارجية الهولندية أن زعيم المعارضة الزيمبابوية لجأ إلى سفارة الدولة الأوروبية في هراري الأحد، بعد ساعات من إعلان انسحابه من الانتخابات، حيث طلب اللجوء مؤقتاً إلى هولندا "لاعتبارات أمنية"، وفقاً لما أكد المتحدث باسم الوزارة في أمستردام الاثنين.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الهولندي ماكسيم فيرهاغن، لشبكة CNN أن "تسفانجيراي كان قد طلب من السفارة، من خلال حزبه (الحركة من أجل تغيير ديمقراطي)، عما إذا كان بإمكان هولندا توفير الحماية له خلال الأيام القادمة."
وقال الوزير الهولندي إن "تسفانجيراي نفسه يتوقع حدوث المزيد من الخطوات التصعيدية، ولذلك فلا يمكنني القول ما هو مدى الفترة التي يطلب فيها اللجوء للسفارة، ولكننا بالطبع منحناه الفرصة للاختباء في السفارة الهولندية."
وفيما أعلنت الحكومة الزيمبابوية في وقت سابق، على لسان وزير العدل، باتريك تشايناماسا، إلغاء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، نظراً لعدم وجود مرشحين منافسين للرئيس الحالي، روبرت موغابي، فقد أكد متحدث رئاسي الاثنين أن الانتخابات ستجري في موعدها الجمعة.
وبادر تشايناماسا الأحد بإعلان فوز موغابي بفترة رئاسية جديدة، بعد قليل من إعلان المرشح المعارض، مورغان تسفانجيراي، زعيم "الحركة من أجل تغيير ديمقراطي"، انسحابه من السباق الرئاسي، بسبب تزايد العنف شكوك في نزاهة الجولة المقبلة من الانتخابات.
إلا أن المتحدث باسم الرئيس موغابي، جورج تشارمبا، قال لـCNN الاثنين: "لا يوجد شيء على هذه الأرض الطيبة يمكنه أن يوقف انتخابات 27 (يونيو/ حزيران الجاري)، حتى لو انسحب تسفانجيراي رسمياً، وهو ما لم يفعله حتى الآن."
وكان زعيم المعارضة في زيمبابوي قد أعلن الأحد انسحابه من الانتخابات الرئاسية، قائلاً: "من المستحيل إجراء انتخابات حرة ونزيهة.. توصلت والحزب لقرار عدم الاستمرار في هذه العملية الانتخابية غير الشرعية والعنيفة والمخزية."
وقال مسؤولون بالحركة المعارضة لـCNN إن فريق من المحامين يقومون حالياً بصياغة خطاب الانسحاب، فيما قالت اللجنة المشرفة على الانتخابات الرئاسية إنها لم تتسلم طلباً من مرشح الحركة بالانسحاب، وحتى يتم تسليم هذا الطلب فإن الترتيبات لإجراء الانتخابات ما زالت مستمرة.
وفي أعقاب إعلان تسفانجيراي عدم مواصلة السباق الرئاسي، قال وزير العدل إن الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، المقررة الجمعة، لن يتم إجراؤها، بعد انسحاب المرشح الوحيد المنافس للرئيس موغابي، الذي يحكم البلاد منذ 28 عاماً.
وأضاف الوزير الزيمبابوي، في تصريحات لـCNN الأحد: "إن المرشح الوحيد الذي يبقى في السباق لخوض الانتخابات، يفوز برئاسة البلاد"، حسبما يقتضي دستور الدولة الأفريقية، وفقاً لما ذكر تشايناماسا.
وقال تشايناماسا إنه ينبغي على تسفانجيراي، زعيم "الحركة من أجل تغيير ديمقراطي"، أن يقدم طلب انسحابه رسمياً إلى اللجنة المشرفة على الانتخابات. (التفاصيل)
الأمن يقتحم مكاتب "الحركة من أجل تغيير ديمقراطي"
وفي وقت سابق الاثنين، أعلنت كبرى حركات المعارضة في زيمبابوي أن قوات الأمن اقتحمت عدداً من مكاتبها في العاصمة هراري الاثنين، بعد يوم من إعلان زعيم الحركة انسحابه من الانتخابات الرئاسية.
تأتي هذه الحملة على مكاتب "الحركة من أجل تغيير ديمقراطي" بعد إعلان الحكومة الزيمبابوية فوز الرئيس الحالي، روبرت موغابي، الذي يحكم البلاد منذ 28 عاماً، بفترة رئاسية جديدة.
تنديد دولي بفشل الانتخابات في زيمبابوي
من جانبها، نددت الأمم المتحدة وبريطانيا بشدة بحكومة زيمبابوي إثر إعلان مرشح المعارضة وزعيم "الحركة من أجل تغيير ديمقراطي"، مورغان تسفانجيراي، انسحابه من جولة إعادة الانتخابات الرئاسية المقررة في أواخر يونيو/حزيران الجاري.
وأصدر مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون بياناً الأحد طالب فيه بوقف فوري "لحملة العنف والترهيب اللذان شابا هذه الانتخابات."
وتابع البيان "الأمين العام يأسف، ورغم مناشدات المجتمع الدولي المتكررة، أخفقت حكومة زيمبابوي في تهيئة المناخ الملائم لجولة انتخابية حرة ونزيهة."
ولفت إلى أن الملابسات التي دفعت بزعيم المعارضة للانسحاب تعكس مؤشرات تبعث على القلق حول مستقبل الديمقراطية في زيمبابوي.
ومن جانبها، وجهت بريطانيا انتقادات لاذعة لرئيس زيمبابوي روبرت موغابي، الذي يحكم البلاد منذ استقلالها من الاستعمار البريطاني عام 1980.
وجاء التنديد البريطاني على لسان وزير الخارجية ديفيد ميليباند قائلاً إن فوز موغابي قام على العنف الذي تبتنه الحكومة.
وتابع: "أعتقد أن المحيطين بموغابي أدركوا أنه لا مناص سوى مستقبل كئيب لنظام موغابي الساعي للتشبث بالسلطة على برميل بارود."
ونقلت الأسوشيتد برس أن الولايات المتحدة وبريطانيا سيدعوان مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة استثنائية لمناقشة الوضع في زيمبابوي.