أفغانستان: جدل حول ضربة جوية أوقعت 22 مدنياً قتيلاً

حث كرزاي في وقت سابق القوات الدولية على الحذر لتفادي إيقاع ضحايا مدنيين

كابول، أفغانستان (CNN) --  قال الجيش الأمريكي إن قواته الجوية قصفت سيارتين تقلان عناصر مسلحة شرقي أفغانستان، وردت مصادر أفغانية مسؤولة بإعلان مصرع 22 مدنياً في القصف.

وقال الملازم أول نيثن بيري، ناطق عسكري باسم قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة، إن الغارات الجوية في إقليم "نورستان" استهدفت عناصر مسلحة نفذت هجوماً بالمورتر على قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة.

وذكر الناطق العسكري أن مروحيات قتالية حددت مراكز المليشيات المهاجمة ودمرت مركباتهم إثر إقتفاء أثرهم خلال فرارهم.

وأضاف مؤكداً: "هؤلاء مقاتلون، وهؤلاء أشخاص أطلقوا النار علينا.. ليس لدينا تقارير بإصابات بين غير مقاتلين."

إلا أن بيري لم يفصح عن عدد ضحايا القصف.

ومن جانبه قال حاكم "نورستان" تميم نورستاني، إن 22 مدنياً قتلوا في مقاطعة "وويغاي" بالإقليم.

وأضاف قائلاً: "ظهر هذا اليوم (الجمعة) ضرب قصف جوي سيارتين مدنيتين."

وأوضح أن من بين القتلى امرأة وطفل، وأن جثث الضحايا الـ22 نقلت إلى مستشفى الإقليم، مشيراً إلى إصابة سبعة آخرين بجراح في القصف الجوي.

وأعرب نورستاني عن استنكاره للحادث قائلاً: "مساء الأمس أطلقت المعارضة عدد من الصواريخ على قاعدة.. واليوم وقع هذا الحادث" مشيراً أن القاعدة العسكرية تقع على بُعد ستة أميال من موقع القصف الجوي.

ويشار أنه من الصعوبة للغاية التأكد بصورة مستقلة عن مزاعم الجانبين نظراً للموقع الجغرافي للمنطقة.

وكان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي قد وجه العام الماضي انتقادات لاذعة للقوات الدولية في بلاده محملاً إياها مسؤولية قتل مدنيين خلال عمليات ضد المليشيات المسلحة.

وتعكس انتقادات كرزاي تنامي السخط الشعبي من تصاعد سقوط المدنيين، خلال العمليات التي يشنها حلف شمال الأطلسي "ناتو" لاجتثاث مليشيات حركة طالبان والقاعدة اللتين صعّدتا من هجماتهما ضد القوات الدولية منذ عام 2007.

وحمل كرزاي بعنف على القوات الدولية قائلاً "الاستخدام غير المناسب للقوة للتعامل مع الأوضاع، بجانب عدم التنسيق مع الحكومة الأفغانية، يتسببان في سقوط هؤلاء الضحايا."

وطالب الرئيس الأفغاني، الذي يعتمد على دعم الغرب لتأمين سلطاته، قوات الناتو بضرورة البدء في في التنسيق والاستماع إلى توصيات حكومته.

مسلحون يغتالون نائب في البرلمان بقندهار

وعلى صعيد دوامة العنف المتواصل في أفغانستان، قالت مصادر أفغانية إن مسلحين اغتالوا برلمانياً في جنوبي البلاد.

ونقلت الأسوشيتد برس عن مصدر أفغاني مطلع أن مسلحين هاجموا عضو البرلمان الأفغاني حبيب الله جان بعد زيارته لقاعدة عسكرية للجيش الأفغاني في مقاطعة "زاري" بقندهار في وقت متأخر الجمعة.

وتعد مقاطعة "زاري" من مناطق قندهار الخطرة وشهدت مواجهات قوية بين المليشيات المتشددة والقوات الكندية المرابضة هناك خلال السنتين الماضيتين.

ويعد جان، الذي كان قائداً عسكرياً في المنطقة، أول برلماني تغتاله المليشيات المسلحة منذ أشهر.

مقتل ثمانية رجال أمن في هجوم

وإلى ذلك، هاجمت مجموعة من المسلحين نقطة تفتيش بقنبلة يدوية وإطلاق النار في إقليم "قندهار" الجنوبي مما أدى لمصرع ثمانية رجال أمن.

وأوقعت موجة العنف الدامي التي تشهدها أفغانستان أكثر من ثمانية آلاف قتيل في هجمات متصلة بالمليشيات المسلحة العام الماضي - الأعلى منذ الغزو الأمريكي في أواخر عام 2001.

وأوقع العنف أكثر من 2100 قتيلاً حتى اللحظة هذا العام.