ليبنسكي يعيد التأكيد على ضرورة توفير الأموال لصندوق النقد

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال جون ليبسكي، النائب الأول للمدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، إن الاقتصاد العالمي لن يبدأ بالتحسن قبل النصف الثاني من عام 2010، وذلك وفق اتجاه الأمور في الوقت الراهن، مضيفاً أن العالم يشهد حالياً حالة من التضافر الدولي للخروج من الأزمة بشكل لم يشهده من قبل.

وحذر ليبسكي، في لقاء مع برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" من حتمية امتداد الأزمة المالية العالمية إلى الدول الفقيرة، التي ظلت بمنأى عن الركود العالمي، داعياً إلى توفير الموارد المالية لصندوق النقد بهدف تمكينه من العمل وإعادة الثقة بالاقتصاد العالمي ومؤسساته.

وعن نظرته للوسائل التي يجب أن تتبع لإخراج العالم من الأزمة قال ليبسكي: "علينا استعادة نشاط المصارف الائتماني، وذلك يكون بتوفير السيولة وإزالة الأصول المتعثرة والمرتفعة المخاطر، وإعادة بناء رؤوس أموال الشركات المتضررة."

وبدا ليبسكي متفائلاً حيال إمكانية تطبيق ما جاء في تقرير صندوق النقد الدولي الذي يشير إلى ضرورة أن تصل قيمة خطط الإنعاش التي تقدمها الدول إلى ما يعادل 2 في المائة من إجمالي الناتج المحلي.

وشرح قائلاً: "بالنسبة لمجموعة الدول مجموعة العشرين، فنحن نتوقع أنها ستنفق 1.8 في المائة من إجمالي الناتج على خطط مماثلة عام 2009، وهذا الرقم قريب للغاية مما حددناه في السابق، كما يشكل خطوة غير مسبوقة، حيث لم يسبق للعالم أن قام بجهود منسقة بهذا القدر من قبل."

وأعاد ليبسكي التأكيد على مطالب صندوق النقد بتوفير ترليون دولار له من المجتمع الدولي لمواجهة الأوضاع الاقتصادية، معتبراً أن ذلك يصب في إطار: "ضمان ثقة الجميع بأن صندوق النقد، والنظام المالي العالمي ككل، لديه ما يكفي من السيولة للاستجابة للتحديات الاقتصادية."

وحول تجاهل الكثير من التقارير لحالة الدول النامية والفقيرة خلال الأزمة المالية الحالية والتركيز على ما يحصل في الدول الغنية قال المسؤول المالي الدولي: "حتى الآن فإن الدول الفقيرة كانت الأقل تأثراً بالأزمة، ولكن هذا التأثير بدأ يصبح أكثر وطأة مع الوقت، ونحن نشدد على ضرورة أن تتوفر الموارد المالية للتعامل مع الوضع في تلك الدول مع تقدم الأزمة إليها."

وبسؤاله عن الموعد المنتظر لعودة الانتعاش إلى الاقتصاد العالمي وارتفاع الطلب على النفط مجدداً قال: "إذا أخذنا بعين الاعتبار التراجع الكبير الذي بدأ في النصف الثاني من 2008 وما يزال مستمراً، فإنه يبدو لنا أن عودة الانتعاش للاقتصاد العالمي لن تتم قبل النصف الثاني من عام 2010 ."

وتابع: "لقد شكل تراجع أسعار عاملاً أساسياً في تحديد التاريخ المتوقع لعودة الانتعاش العالمي، لأن انخفاض الأسعار عن القمة التي بلغتها في السابق عند قرابة 150 دولاراً وفرت مبالغ تعادل قيمة خطة الإنقاذ المالي في الولايات المتحدة،" ما سهل على الدول توفير المبالغ المالية لمواجهة الأزمة الراهنة.

يشار إلى أن ليبسكي سيكون أحد أبرز اللاعبين ضمن قمة مجموعة العشرين التي ستنعقد في الأيام المقبلة بالعاصمة البريطانية لندن، ومن المتوقع أن تشهد قيام الدول الكبرى بوضع الأطر العريضة لتجاوز المأزق الاقتصادي العالمي.