أوباما تعهد بمواصلة مساعدة العالم
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- حاول الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مد اليد لإشراك البشر من حول العالم بالهموم الاقتصادية الثلاثاء، داعياً إلى "عمل عالمي" لمواجهة الأزمة المالية الحالية، وذلك من خلال رسالة نُشرت في 31 صحيفة حول العالم، بينها صحف عربية.
وقال خبراء، إن الرسالة غير المسبوقة في تاريخ البيت الأبيض، تأتي قبل أيام من قمة مجموعة الدول العشرين المقررة في لندن، حيث سيلتقي قادة أكبر وأغنى دول العالم لمناقشة مستقبل الاقتصاد الدولي.
وقد أقر أوباما في رسالته بدور أمريكا بالأزمة الحالية، كما حذر من "تهديد" يطال استقرار الحكومات والشعوب في المناطق الأكثر تضرراً.
وفي الرسالة، التي تحمل عنوان: "حان وقت العمل العالمي"، قال أوباما: "نعيش زمنا نواجه خلاله تحديات اقتصادية عالمية، لا يمكن التعامل معها بإجراءات وسطية أو جهود فردية لأي دولة."
واضاف أوباما، الذي سيحضر قمة العشرين المقررة الأسبوع المقبل في لندن، وذلك في أول مشاركة دولية من هذا الحجم له منذ انتخابه، "وفي الوقت الحالي، فإن أمام مجموعة العشرين مسؤولية اتخاذ إجراء جريء شامل، يتسم بالتنسيق، ويساعد على بدء عملية الإنعاش، ويدشّن لحقبة جديدة من الترابط الاقتصادي لمنع حدوث أزمة أخرى."
وتابع الرئيس الأمريكي، بالإشارة إلى وجود مأزق في قطاع الائتمان، إلى جانب "أزمة ثقة" في سائر القطاعات، مضيفاً أن "تريليونات الدولارات قد ضاعت وتوقفت البنوك عن الإقراض، وسوف يخسر عشرات الملايين وظائفهم حول العالم،" محذراً من "تهديدات" لاستقرار الحكومات وحياة المواطنين.
ولفت أوباما إلى أن نجاح الاقتصاد الأميركي "مرتبط ارتباطا وثيقا بالاقتصاد العالمي،" ونبه إلى أن السماح للمؤسسات المالية في مختلف أنحاء العالم بالتصرف دون اكتراث ودون إحساس بالمسؤولية، سيترك الولايات المتحدة والعالم "داخل دائرة من الفقاقيع المتفجرة."
وأضاف الرئيس الأمريكي: "رسالتي واضحة: أمريكا على استعداد لتولي دفة القيادة، وندعو شركائنا كافة إلى الانضمام إلينا، والشعور بمدى الحاجة إلى هذا الأمر، وتحقيق الأهداف المشتركة.. لقد بُذل جهد كبير، ولكن ما زال هناك الكثير لإنجازه."
وحدد أوباما مجموعة مطالب، دعا قمة مجموعة العشرين للسير بها، تتركز على دعم خطط الإنقاذ التي جرى وضعها في السابق، وتعزيز الالتزام المشترك حيال التجارة المفتوحة والاستثمار ومواجهة الحمائية التجارية، إلى جانب استعادة الائتمان الذي تعتمد عليه الشركات ويعتمد عليه المستهلكون.
وتعهد في هذا الإطار بالعمل لتحقيق الاستقرار في النظام المالي الأمريكي، وتبني إطار مشترك يدعم الشفافية والمحاسبية، ويركز على استعادة تدفق الائتمان.
وأكد الرئيس الأمريكي التزام بلاده "الاقتصادي والأمني والأخلاقي لمد يد العون إلى الدول والشعوب التي تواجه المخاطر الأكبر،" غير أنه شدد على ضرورة "عدم قبول العودة إلى الوضع الراهن،" مطالباً بضرورة "وضع نهاية لعمليات المضاربة الطائشة، والائتمان السيئ وغياب الرقابة."
وأقر أوباما بأن بلاده "تتحمل نصيبها من المسؤولية في هذه الأزمة التي نواجهها جميعا،" وحض قمة الدول العشرين على توفير خيارات، بعيداً عن "رأسمالية فوضوية لا ترحم، واقتصاد مستبد تديره الحكومة."
ومن بين الصحف التي اختارتها الإدارة الأمريكية لنشر رسالة أوباما في المنطقة، "الشرق الأوسط" و"الوطن" و"عرب تايمز" و"سعودي غازيت" و"غلف نيوز،" إلى جانب صحف أخرى في تايلند واستراليا والأرجنتين وإيطاليا وأسبانيا وألمانيا والبرازيل واليونان وباكستان واليابان.