أمريكا عن إجازة "غولدستون": قرار غير متوازن وسيزيد الانقسام

المندوب الإسرائيلي في جلسة التصويت على القرار

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- انتقدت الولايات المتحدة الجمعة مصادقة المجلس الدولي لحقوق الإنسان على "تقرير غولدستون" ووصفت القرار بأنه "غير متوازن" وسيزيد من حدة "الانقسام" في وقت تعمل فيه إدارة الرئيس، باراك أوباما، على جمع طرفي النزاع، الإسرائيلي والفلسطيني، لاستئناف مباحثات السلام.

ومن جانبها، بررت فرنسا مساء الجمعة موقفها من تقرير غولدستون، وامتناعها عن التصويت في مجلس حقوق الإنسان في جنيف برفض إدخال تعديلات على توصيات التقرير وأسفت لرفض طلبها إرجاء التصويت ولرفض معدي التقرير إعادة النظر فيه، وفق تقرير.

خيبة أمل أمريكية على إجازة قرار "غولدستون"

قال الناطق باسم الخارجية الأمريكية، إيان كيلي، إن القرار الأمريكي بالتصويت ضد القرار "لا يقلل مطلقاً من قلقنا العميق إزاء أحداث يناير المأساوية وما تسببت بها من معاناة للفلسطينيين في غزة والإسرائيليين في جنوب إسرائيل."

واضاف كيلي: "نعتقد أنه (القرار) ذهب إلى أبعد من قرار غولدستون ذاته..نحن نفقد التركيز على الهدف الأساسي المتمثل في سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين مما سيساعد في اجتثاث "الجذور المسببة" للعنف.

فرنسا تبرر رفضها التصويت على القرار

وقالت الخارجية الفرنسية "لقد طلبنا تأجيل التصويت على مشروع القرار بما يسمح بإجراء نقاش حقيقي ونأسف لرفض طلبنا إرجاء التصويت". وأضافت "بالتوازي أجرينا مناقشات من أجل تنفيذ بعض توصيات التقرير إلا أن إخضاع مشروع القرار للتصويت بشكل متعجل أجهض هذه الجهود" قبل التصويت.

كما أعربت الخارجية عن "الأسف" لأن معدي التقرير رفضوا إعادة النظر بالتقرير للأخذ بعين الاعتبار "قلق" الدول الأوروبية التي طلبت بمناقشته، حسب وكالة "آكي".

وأوضحت الخارجية في بيان أن فرنسا تعتبر القرار الذي تم تبنيه "غير مناسب" لأنه "يخلط تقرير مهمة تقصي الحقائق مع مسائل لا علاقة لها مباشرة بصلاحيات مجلس حقوق الإنسان" وذكرت أنها من أجل هذه الأسباب رفضت باريس ووفود أخرى المشاركة في التصويت على مشروع القرار.

وكان المجلس الدولي لحقوق الإنسان قد أقر الجعة تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها الأمم المتحدة، للتحقيق في اتهام الجيش الإسرائيلي بارتكاب "جرائم حرب" في قطاع غزة، خلال العملية العسكرية "الرصاص المصبوب"، التي شنتها القوات الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني الشتاء الماضي.

جاءت الموافقة على التقرير، الذي قدمه القاضي الجنوب إفريقي السابق، ريتشارد غولدستون، بموافقة 25 دولة من بين أعضاء المجلس البالغ عددهم 47 دولة، ومعارضة ست دول، في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، فيما أعلنت 11 دولة، من بينها بريطانيا، تحفظها على التقرير.

إسرائيل: اعتماد تقرير "غولدستون" يشجع الإرهاب

ومن جانبها استنكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان الجمعة اعتماد المجلس تقرير "غولدستون"  مؤكدة أنه "يضر بجهود السلام في الشرق الأوسط ويشجع المنظمات الإرهابية في أنحاء العالم."

وأضاف البيان: "قرار المجلس يقوض جهود الحفاظ على حقوق الإنسان وفق القوانين الدولية، وجهود الدفع بعملية السلام في الشرق الأوسط"، وفق "جروزليم بوست."

ورغم أن تقرير "غولدستون" يتضمن اتهام حماس بارتكاب جرائم حرب إبان تلك الفترة، إلا أن القرار المكون من خمسة صفحات، لم يشر صراحة سوى إلى الانتهاكات الإسرائيلية.

ونقلت "التايمز" عن غولدستون قوله إن مسودة القرار "أحزنته" لتضمينها مزاعم ضد إسرائيل فقط دون أي إشارة لإدانة حماس، كما هو في تقريره"

ومن جانبها بررت بريطانيا الامتناع عن التصويت، إلى جانب فرنسا، باعتزام دول أوروبية من أعضاء المجلس التصويت ضد القرار.

وأوردت الصحيفة البريطانية، إن رئيس الحكومة، غوردون براون، والرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، حددا لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ثلاثة مطالب، لدعم إسرائيل في المجلس.

والمطالب هي: تجميد الاستيطان، وبدء تحقيق إسرائيلي مستقل، ورفع فوري للحصار الإسرائيلي على غزة، وفق التقرير.