اتهمت لجنة تقصي الحقائق إسرائيل وحماس بارتكاب تجاوزات أثناء الحملة العسكرية الأخيرة في القطاع
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- حذر نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، سلفان شالوم، الجمعة مجدداً من مغبة مناقشة تقرير لجنة "غولدستون" الذي اتهم إسرائيل وحركة "حماس" بارتكاب تجاوزات ترقى لجرائم حرب في قطاع غزة، في مجلس الأمن الدولي.
وقال شالوم، بعد لقاء بالأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن رفع تقرير لجنة تقصي الحقائق حول العملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع، أو ما يعرف بتقرير "غولدستون،" سيكومن من شأنه "القضاء على فرص إحياء عملية السلام مع الفلسطينيين."
وأضاف قائلاً: "بالطبع إذا تم حمل تقرير لجنة غولدستون إلى طاولة مجلس الأمن الدولي فإن ذلك سيدمر إمكانية السير قدما في العملية السياسية مع الفلسطينيين، فليس من الممكن أن نسير قدما نحو السلام وعلى الجانب الآخر يقوم الفلسطينيون بمحاولة محاسبتنا في مختلف المنابر الدولية".
وجدد شالوم موقف إسرائيل من التقرير معتبرا بأنه منحاز ولا يتناول الأسباب التي دفعت إسرائيل للقيام بالعملية ولا يتطرق لحقها في الدفاع عن نفسها.
وأشار في هذا السياق: "تقرير غولدستون لم يورد أي شيء على الإطلاق حول الأسباب التي دفعتنا للقيام بهذه العملية في قطاع غزة، فبعد ثماني سنوات من التعرض لإطلاق النار وبعد ثلاث سنوات ونصف من الانسحاب الكامل من غزة لم نستطع تحمل المزيد إزاء إجبار أطفالنا على البقاء في الملاجئ لسنوات بدون تمكنهم من استنشاق الهواء النقي."
هذا وقد رفض نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي التوصيات المتعلقة بقيام إسرائيل بالتحقيق في الانتهاكات التي تم ارتكابها وخاصة المزاعم بارتكاب جرائم حرب، وسخر من إمكانية أن تقوم "حماس" التي وصفها بـ"الحركة الإرهابية التي تسعى لتدمير إسرائيل،" بالتحقيق في الانتهاكات المنسوبة إليها.
وأضاف: "لقد قامت إسرائيل بالتحقيق في بعض الأحداث التي جرت وهي تقوم بذلك بشكل يومي، ولا تريد من أحد أن يطلب منها القيام بهذا، إسرائيل دولة ديمقراطية، وعندما تحدث هكذا أشياء في الدول الديمقراطية فإن هذه الدول تحقق فيها بنفسها، هذا حدث في الماضي ويحدث الآن وسيحدث مستقبلا".
وحول عدم تعاون بلاده مع اللجنة، نقل الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة قول شالوم إن التعاون مع لجنة تقصي حقائق تمتلك تفويضا منحازا سيكون بمثابة "هدر للوقت" مضيفاً أن صحة هذا الموقف "قد ثبتت."
وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد أجاز قبل أسبوعين تقرير "غولدستون" الذي اتهم كل من الدولة العبرية وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بارتكاب انتهاكات قد تعد جرائم ضد الإنسانية، إبان العملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع، التي استمرت ثلاثة أسابيع وانتهت في يناير/كانون الأول.
ونددت إسرائيل بقوة اعتماد المجلس للتقرير مؤكدة أنه "يضر بجهود السلام في الشرق الأوسط ويشجع المنظمات الإرهابية في أنحاء العالم."
وقالت إن: "قرار المجلس يقوض جهود الحفاظ على حقوق الإنسان وفق القوانين الدولية، وجهود الدفع بعملية السلام في الشرق الأوسط."
وكان الجيش الإسرائيلي قد دشن عملية "الرصاص المصبوب" بدعوى وقف هجمات صاروخية دأبت الفصائل الفلسطينية على إطلاقها من القطاع، وتسيطر عليه "حماس" منذ 2007، على جنوب إسرائيل.
والثلاثاء الماضي، وصف الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، التقرير بإنه "منحاز" و"غير عادل."
وشدد الرئيس الإسرائيلي، في مقابلة مع CNN، على حق بلاده في الدفاع عن النفس، لافتاً إلى خطر قد تتعرض له الأمم المتحدة "بدعمها الإرهابيين عوضاً عن مساندة الحرب عليهم."
وجزم مؤكداً بأن "حق الدفاع عن النفس غير قابل للتفاوض."