عباس وكلينتون
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بدأت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، السبت مساعيها لإحياء محادثات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، التي وصف كبير المفاوضين فيها العملية السلمية بأنها "عالقة"، بسبب عدم رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي في استئنافها، وفي الأثناء شدد رئيس السلطة الفلسطينية على ضرورة وقف الاستيطان قبل استئناف عملية السلام.
والتقت كلينتون السبت برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود محمود عباس، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، قبل أن تتوجه إلى إسرائيل للقاء المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وجاء اللقاء بين محمود عباس وكلينتون بعد زيارتها لباكستان التي استغرقت ثلاثة أيام.
وقالت كلينتون السبت في اجتماع مع نتنياهو مساء السبت: "أريد رؤية الجانبين يستأنفان المحادثات بينهما في أقرب وقت ممكن"، وأضافت قائلة: "من الأهمية بمكان البدء بالمفاوضات."
وأوضحت كلينتون أنها أبلغت الرسالة نفسها إلى رئيس السلطة الفلسطينية خلال لقائها به في أبوظبي.
كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، صرح لـCNN أن عباس شدد خلال لقائه بكلينتون على أن المحادثات مع الحكومة الإسرائيلية لن تستأنف لأن الأخيرة لم ترتق إلى ما وصفه بـ"الالتزامات" التي تتضمن وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة وفي القدس الشرقية.
وقال عريقات إن عباس يريد البدء بالمفاوضات من حيث انتهت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، وهو ما لا يريده الإسرائيليون، وهو ما قال عنه عريقات إنه يشكل دليلاً على أن نتنياهو ليس "لديه مصلحة" في استمرار المفاوضات.
وفي مؤتمر صحفي عقب لقائه بكلينتون، أكد عباس على ضرورة وقف الاستيطان كأساس لاستئناف المفاوضات على أساس خارطة الطريق، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود 67.
وقال إنه لا استئناف للمفاوضات قبل وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وان المفاوضات يجب أن تضمن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود 67، مؤكداً على حق عودة اللاجئين، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."
وطالب الإدارة الأمريكية بممارسة الضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان والاعتداءات المستمرة على القدس والمقدسيين، لتهيئة المناخ المناسب للبدء في مفاوضات جادة، مشددا على أن الاستيطان يعد عائقا أمام أي تحرك باتجاه عملية السلام والتوصل إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية.
واعتبر عباس الممارسات الإسرائيلية الرامية إلى تهويد القدس بأنها محاولات فاشلة لا تؤثر على إصرار الفلسطينيين بالتمسك بها عاصمة لدولتهم، مؤكدا أن القدس هي العاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني، وأن محاولات تهويدها باطلة ولا أساس لها ولا تتضمن أي شرعية، ولا تدخل في أي إطار قانوني مهما طال أمده.
وحذر عباس من أن الصمت الدولي إزاء "الاعتداءات الإسرائيلية من شأنه أن يعرض المنطقة لدوامة من العنف في حال واصلت الحكومة الإسرائيلية تجاهلها لمرجعيات السلام، خاصة خريطة الطريق."
وأكد على ضرورة التحرك العاجل واتخاذ موقف صارم وواضح إزاء التهميش الإسرائيلي للحقوق الفلسطينية وإنقاذ القدس، وعلى أهمية إلزام إسرائيل بالمثول لقوانين ومواثيق الأمم المتحدة، وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية التي هي مفتاح الأمن والاستقرار في المنطقة.
ودان عباس بشدة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المقدسيين، والخطط الممنهجة لتصفية مدينة القدس وإخلائها من أي فلسطيني،عبر تضييق الخناق على سكانها الأصليين لإجبارهم على الرحيل.
وأكد رفض القيادة الفلسطينية بشدة للاعتداءات الصارخة على المسجد الأقصى وعمليات الحفريات، مشيرا إلى أن إسرائيل تصب النار على الزيت وتتعدى الخطوط الحمر التي تجعل من السلام طريقا مسدودا، ويترك الساحة خصبة لاندلاع العنف مما ينسف الجهود المبذولة لإحياء العملية السلمية في الشرق الأوسط.