/الشرق الأوسط
 
1200 (GMT+04:00) - 30/09/09

الأزمة العراقية السورية: تركيا تواصل مساعيها وتدعو لآلية ثلاثية

الأسد والمالكي في لقاء سبق اندلاع الأزمة الدبلوماسية بين البلدين

الأسد والمالكي في لقاء سبق اندلاع الأزمة الدبلوماسية بين البلدين

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعد إيران، دخلت تركيا على خط الأزمة العراقية السورية، في محاولة منها لتخفيف حدتها، بيد أن "حرباً كلامية" آخذة في التصاعد في الأثناء دون أن تظهر بوادر حل سريع لها.

فقد وصل وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، إلى دمشق الاثنين والتقى بالرئيس السوري بشار الأسد، وبحثا تطورات الأوضاع على الساحة العراقية، وبشكل خاص بعد التفجيرات الإرهابية التي أودت بحياة عشرات المواطنين العراقيين.

وأكد الأسد أن سوريا أثبتت خلال السنوات الماضية حرصها على حياة كل مواطن عراقي ودعمها لمصالح الشعب العراقي وللمصالحة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب العراقي ومن غير المقبول توجيه أي اتهامات غير مسؤولة إليها تسيء إلى مسيرة تطور العلاقات السورية العراقية، وفقاً لوكالة الأنباء السورية "سانا."

وأعرب الأسد عن تقديره للجهود التي تبذلها تركيا وغيرها من الدول الصديقة لتنقية الأجواء بين دمشق وبغداد مؤكدا أن بلاده كانت وستظل الأكثر حرصا على أمن واستقرار العراق وأن ذلك من أمن واستقرار سوريا.

من جانبه قال أوغلو إن بلاده تريد حل جميع المواضيع بين دمشق وبغداد من خلال القنوات المفتوحة والمشاورات، معتبراً أن سوريا والعراق حليفان استراتيجيان لتركيا وأخوة وجيران وأن ما يجري موضوع داخلي ضمن العائلة.

وأضح أن هذه الأسباب وراء رغبة بلاده بحل جميع المواضيع بين العراق وسوريا من خلال القنوات المفتوحة والمشاورات دون تصعيد للتوتر، مضيفاً "أننا سنبذل كل ما يمكننا لإعادة بناء الثقة بين الأخوة والجيران."

وردا على سؤال عما إذا كان يحمل أي مقترحات لحل الأزمة بين دمشق وبغداد، قال أوغلو: "بالطبع لدينا مقترحات أخوية وودية لكلا الطرفين وسوف نستمر بالعمل عليها معربا عن تفاؤله بعد المشاورات مع الجانبين السوري والعراقي."

وأضاف الوزير التركي إذا توافرت النوايا الحسنة و"نحن نعلم أن كلا الطرفين لديه نوايا حسنة وإرادة سياسية قوية، فكل المسائل سوف تحل بسهولة وسنبقى على اتصال بالجانب العراقي بعد المشاورات في دمشق وسنعمل مع بعضنا بشكل ثنائي وثلاثي وأنا متفائل بأننا سنحل هذه المسألة دون تصعيد"، وفقاً لـ"سانا."

آلية ثلاثية

وكان أوغلو قد وصل سوريا عقب انتهاء اتصالاته في بغداد، حيث اقترح تشكيل آلية ثلاثية تضم تركيا والعراق وسوريا، مستبقاً جولته بمكالمة هاتفية مع نظيرته الأمريكية، هيلاري كلينتون، تناول ‏خلالها الأزمة بين البلدين العربيين، ومحاولة احتواء زعزعة الثقة التي دبت ‏بين الطرفين، وفقاً للإذاعة التركية.

‎وقد التقى أوغلو بالرئيس العراقي، جلال الطالباني، ورئيس الوزراء، ‏نوري المالكي، ووزير الخارجية، هوشيار زيباري.

‎‎وأوضح أوغلو خلال لقاءاته ضرورة تخفيف الجانب العراقي من حدة موقفه من أجل التمكن من ‏الحصول على نتائج للمساعي المبذولة، وقال: "بداية علينا إيجاد حل قصير الأمد.. بعد ذلك يمكننا الانتقال إلى الحلول طويلة ‏الأمد."

‎وعلم أن الوزير داود أوغلو اقترح تشكيل آلية ثلاثية مكونة من سوريا والعراق وتركيا في سبيل مساعدة ‏سوريا على التعاطي مع منفذي العمليات ضد العراق.

‎من جانبه شرح الجانب العراقي لوزير الخارجية التركي أنه طلب من سوريا قطع دعمها لحزب ‏البعث الناشط في العراق، موضحاً أن سوريا لا تزال تحتضن مخيمات لتدريب منفذي العمليات الإرهابية وأن دمشق لم ‏تسلم بغداد سوى المطلوبين في قضايا عادية.

‎وقدم المسؤولون العراقيون للوفد التركي وثائق ومعلومات من أجل تقديمها لسوريا، بحسب موقع الإذاعة التركية.

وأفاد وزير الخارجية التركي خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره العراقي قائلاً: "العراق وسوريا كلاهما أخوان وجاران صديقان وهما أيضاً شريكان استراتيجيان لنا."

الحرب الكلامية

ورغم الوساطتين الإيرانية والتركية إلا أن الحرب الكلامية بين المسؤولين في البلدين استعرت، وكان آخرها وصف الرئيس السوري، بشار الأسد، للاتهام العراقي لبلاده بأنها مسؤولة عن هجمات بغداد، بأنه "لا أخلاقي" مطالباً العراق بتقديم أدلة على اتهاماته.

وقال الأسد، في مؤتمر مشترك مع  نظيره القبرصي ديميتريس كريستوفياس في دمشق: "إن أسباب المشكلة واضحة.. وعندما تتهم سوريا بقتل عراقيين وهي تحتضن 1.2 مليون عراقي تقريباً، وهذا طبعاً واجبها، فهذا اتهام أقل ما يقال عنه أنه اتهام لا أخلاقي."

وكان العراق، جدد السبت، مطالبته مجلس الأمن والأمم المتحدة بتشكيل محكمة دولية لمحاسبة منفذي التفجيرات التي شهدتها العاصمة بغداد وأودت بحياة نحو 100 شخص، وجرحت نحو 600 آخرين.

ورغم إعلان تنظيم "دولة العراق الإسلامية" المرتبط بالقاعدة مسؤوليته عن الهجمات، مبرئاً سوريا منها، إلا أن الحكومة العراقية تتهم قادة من حزب البعث المنحل يقيمون في سوريا بالتخطيط للهجمات التي طالت مباني وزارتي المالية والخارجية.

advertisement

وعرضت الداخلية العراقية تسجيلين يصبان في اتهام سوريا بأنها تقف وراء تلك التفجيرات، أحدها لشخص قالت إنه بعثي، والآخر لسعودي في تنظيم القاعدة كانت قد اعتقلته، واعترف بأنه دخل عبر سوريا وتدرب في معسكر في مدينة اللاذقية، يديره رجل في المخابرات السورية.

وأدت تلك المطالبة إلى أزمة دبلوماسية بين دمشق وبغداد، بعد أن عمدت الحكومتان إلى استدعاء السفيرين للتشاور، وتصعيد اللهجة حيال كل منهما.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.