استمرار نزوح الباكستانيين من وادي سوات
إسلام أباد، باكستان (CNN)-- حذرت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مما أسمته "التشريد الجماعي" للمدنيين الباكستانيين في مناطق القبائل، بعد توسيع الجيش الباكستاني عملياته العسكرية هناك، ضد مسلحي حركة طالبان.
وكان ما بين 150 ألفاً إلى 200 ألف باكستاني، قد فروا إلى الإقليم الشمالي الغربي لباكستان، بعد العملية العسكرية للجيش، وفق ما أعلن رون ريدموند المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة، مستنداً إلى معلومات حكومية، كما يتوقع فرار 300 ألف آخرين.
ووفقاً لبيان صحفي للمفوضية، فإن هذا التهجير يأتي بعد العمليات العسكرية الواسعة التي يقوم بها الجيش الباكستاني ضد مسلحي طالبان، ويستغل الناس هناك رفع حظر التجول الذي يجري أحياناً لمغادرة المكان.
وتنضم هذه الآلاف المغادرة من الناس، إلى 555 ألفاً آخرين، كانوا قد فروا من مناطق القبائل، والمناطق الحدودية الشمالية الغربية منذ أغسطس/ آب الماضي، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.
وأعلن الجيش الباكستاني السبت أنه قتل مابين 45 و55 من مسلحي طالبان خلال الـ24 ساعة الماضية، ليضاف العدد إلى 140 قتيلاً أعلن عنهم قبل يومين، لترتفع حصيلة القتلى من العملية العسكرية التي بدأت قبل نحو أسبوعين.
وأثرت هذه العمليات على الخدمات الصحية في المنطقة، إذ قدم مركز "مردان" الطبي العناية الطبية لأكثر من 2000 شخص خلال الأسبوعين الماضيين، أغلبهم كان قد أصيب بشظايا، وفق ما قاله الدكتور أرشاد أحمد.
كما أدى القتال إلى احتجاز 40 طفلاً داخل ملجأ للأيتام في "مينغورا" عاصمة مقاطعة سوات منذ الأربعاء، حسب ما قاله مدير الملجأ محمد علي، وتم إخفاء الأطفال في قبو في الملجأ، فيما قامت القوات الباكستانية بحراسة المبنى المكون من أربعة طوابق، وفقاً للمتحدث نفسه.
وتمكن 22 طفلاً من مغادرة المكان، بحسب محمد يوسف، أحد الفارين، ويبلغ من العمر 16 عاماً، والذي أخبر CNN عن الظروف التي كان يعيشها الأطفال هناك، وقال إنها "سيئة، كنت أستطيع مشاهدة الجيش ومسلحي طالبان وهم يتقاتلون، إنه قتال شرس، ولم يكن من السهل الخروج من سوات، بقي العديد من الأطفال في الملجأ، وأدعو أن يخرجوا من هناك أحياء."
وكان الجيش الباكستاني قد استخدم الجمعة طائرات حربية ومروحيات لضرب عناصر طالبان، كما صرح مسؤول عسكري لـCNN بأن المزيد من القوات ستلتحق بالقتال للانضمام للقوات الموجودة أصلاً هناك، والبالغة بين 12 و15 ألف جندي.