معتقل غوانتانامو سيبقى حتى ما بعد مطلع 2010
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أقر وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، بأن إغلاق معتقل غوانتانامو المخصص للمشتبهين بالانتماء إلى تنظيم القاعدة وحركة طالبان "قد يأخذ أكثر مما كان مقرراً" وذلك في إشارة إلى التعهد الذي كان الرئيس باراك أوباما قد قطعه بإنهاء ملف المعسكر المثير للجدل مطلع 2010.
وقال غيتس، في حديث لـCNN: "أعتقد أن هذه القضية أكثر تعقيداً مما توقعنا،" مضيفاً أن ذلك لا يجب أن يشكل مشكلة للإدارة الأمريكية، باعتبار أن لديها خطة واضحة لكيفية معالجة الأمر، حتى وإن تجاوزت المهلة المحددة في يناير/كانون الثاني المقبل.
من جانبه، قال النائب الجمهوري، جون ماكين، الذي سبق له منافسة أوباما على كرسي الرئاسة قبل أشهر، إنه حضر اجتماعاً مخصصاً لبحث القضية، أشارت خلاله الأطراف المشاركة إلى صعوبة إغلاق المعتقل في الوقت المحدد.
وأضاف ماكين، في مقابلة مع شبكة ABC: "من الواضح أنهم (الإدارة الأمريكية) سيعجزون عن تحقيق أهدافهم في الوقت المحدد، لكن علينا مواصلة العمل لإغلاق المعتقل بسبب صيته السيئ المرتبط بالوحشية، وهو ما يضر بصورتنا كثيراً."
وكانت مصادر في إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد كشفت لـCNN الجمعة أن الأخير لن يتمكن من تحقيق الهدف الذي رسمه سابقاً، والقاضي بإغلاق معتقل غوانتانامو في كوبا ضمن الوقت المحدد.
وأضافت المصادر التي تحدثت لـCNN أن "عراقيل قانونية" هي التي تحول دون تنفيذ التعهد في الوقت المحدد، غير أنها بدت متفائلة بمواصلة السير في المشروع لإنهاء ملف المعتقل المثير للجدل "في وقت قريب."
وأضافت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها أن واشنطن "ستواصل العمل الهادف إلى الاتفاق مع دول أخرى على إيواء المعتقلين في أراضيها."
ويمثل الإعلان ضربة جديدة للبيت الأبيض، وإدارة أوباما، الذي كان قد أصدر أوامره المكتوبة بالعمل لإغلاق معتقل غوانتانامو في الأسبوع الأول لتوليه منصبه، في قرار أثار آنذاك الكثير من اللغط.
وقد يشكل القرار فرصة لتنفس عدد من الجمهوريين الصعداء، وفي مقدمتهم نائب الرئيس السابق، ديك تشيني، الذي كان قد حذّر من أن إفراغ سجون المعتقل قد يكون له أثر سلبي للغاية على الأمن الأمريكي.
وقد سارع عدد من نواب الحزب الجمهوري بالفعل إلى التعليق على القرار، حيث أصدر نائب ولاية كينتاكي، ميتشال ماكونيل، بياناً قال فيه إن البيت الأبيض: "بدأ يقّر بعدم وجود بديل قادر على حماية الأمريكيين مثل إبقاء المعتقلين في سجن يقع خارج الأراضي الأمريكية."
وتعهد ماكونيل بمواصلة معارضة خطط إغلاق غوانتانامو: "حتى توفير خطط قادرة على حماية الأمريكيين."
وكانت مجموعة من الدول قد عقدت اتفاقيات مع واشنطن لاستقبال سجناء من المعتقل، وبينهم الحكومة المجرية، التي وافقت في 16 سبتمبر/أيلول على استضافة أحد السجناء من معتقل غوانتانامو.
كما أعلنت مجموعة أخرى من الدول عن قبولها استقبال عدد من السجناء السابقين في غوانتانامو، على غرار البرتغال، التي تسلمت نهاية أغسطس/آب الجاري اثنين من المعتقلين السابقين يحملان الجنسية السورية.
كما أعلنت أيرلندا أواخر يوليو/ تموز الماضي موافقتها على استضافة اثنين من المعتقلين بقاعدة "غوانتانامو"، إلا أنها رفضت الإفصاح عن هوية هذين المعتقلين أو موعد وصولهما إليها.