عرض: مصطفى العرب
العاهل السعودي يحرص دوماً على حضور الجنادرية
دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN) -- تناولت المدونات العربية خلال الأيام الماضية مجموعة من المواضيع الاجتماعية والسياسية، أبرزها الحديث عن غضب في الشارع المغربي جراء قيام شخص بترجمة القرآن إلى اللهجة العامية، إلى جانب تندر البعض حول الدعوة لهدم المسجد الحرام لضمان الفصل بين الجنسين بالدعوة لنقل النساء بالكامل إلى المريخ.
كذلك انتقدت المدونات المصرية حالة التكتم التي أحاطت بوضع الرئيس المصري، حسني مبارك، ما سمح بانتشار شائعات موته، متحدثة عن المسافة التي تفصل بين القائد وشعبه، بينما لاحظ بعض المدونين السعوديين اختصار المملكة ككل بمشاهد من نجد في إعلان حول مهرجان الجنادرية، علاوة على نقاش البرلمان البحريني لموضوع حظر الخمور.
فمن المغرب، برز على مدونة "يوميات ميلود الشلح" اتهام مغربي بترجمة القرآن إلى اللهجة المحلية والإساءة إليه، وذلك تحت عنوان: "مسيحي مغربي يسيء إلى القرآن بترجمته إلى الدارجة المغربية."
وقال المدوّن: "لماذا تُرجمت معاني القرآن إلى اللغات الأجنبية ولم تترجم إلى الدارجة المغربية؟ أليس للمغاربة الذين لا يفهمون العربية الفصحى الحق في فهم القرآن؟..، هكذا برر شاب مغربي إقدامه على ترجمة بعض سور القرآن إلى الدارجة المغربية ونشرها على الموقع العالمي يوتوب، في خطوة اعتبرها الكثيرون تروم إلى تبخيس معاني القرآن بهدف الاستهزاء من كلام الله ورسوله."
وأضاف: "وبرر صاحب هذه الفكرة، الذي يسمي نفسه برشيد المغربي، سبب ترجمته للقرآن إلى الدارجة المغربية، بكون أكثر من 50 في المائة من المغاربة من الأميين، ولا يفهمون لغة القرآن على حد زعمه.. "
وتابع المدوّن: "وفيما لم يصدر أي رد فعل رسمي من أية جهة تدين هذا العمل حتى الآن، بادرت مجموعة من الشباب المغاربة إلى إنشاء صفحة خاصة على موقع فايسبوك أطلقوا عليها 'باراكا من حملات التبشير.. جميعا ضد ترجمة القرآن بالدارجة المغربية.'"
أما مدونة "محمد" فقد حملت الكثير من الغضب تجاه النساء اللواتي وصفهن بأنهن "جنس ماكر" وعرض مجموعة من الخواطر التي تنتهي بتحملهن مسؤولية كل مشاكل الدنيا، وذلك من باب الغمز بدعوة أحد رجال الدين مؤخراً إلى هدم المسجد الحرام وإعادة تشييده بطريقة تمنع الاختلاط بين الجنسين.
وتحت عنوان "هديتي للجنس الماكر!" قال محمد: "ما السبب وراء ارتفاع أسعار البطاطا في الأسواق؟.. هن السبب! تأثرن بالثقافة المادية الغربية التي تهتم بالمظاهر والشكليات، فصرن ينفقن الملايين على مساحيق التجميل وبالتالي ارتفع الطلب على المبيدات الحشرية، والنتيجة المتوقعة: صارت البطاطا بـ20 درهم للكيلو، للأسف..
وتابع: "ما هو التحليل المنطقي لظاهرة الاحتباس الحراري؟.. تقول آخر الإحصائيات إن المرأة تستهلك ضعف ما يستهلكه الرجل من الأوكسجين في اليوم، وكذلك فهي تنفث في الهواء ضعفي نصيب الرجل من ثاني أكسيد الكربون. وبما أن عدد النساء أكبر من الرجال (المساكين) فهن السبب الأول لظاهرة الإحتباس الحراري."
وختم محمد بالقول: "إنهن السبب وراء كل مصائب الدنيا: بدءا من منتوجات الصين المزورة التي تستهلكها النساء مرورا بغزو أفغانستان بسبب وشاية ابنة زعيم العراق.. الحل هو الفصل التام بين الرجال والنساء في جميع مناحي الحياة أملي معقود على وكالة الفضاء الأمريكية (الناسا)، يقولون إنها ستتمكن من توطين الإنسان في المريخ بعد 10 سنوات، وستكون فرصة تاريخية لا تعوض لكي نرسل كل الجنس الماكر - أقصد الجنس اللطيف إلى المريخ."
أما المدون البحريني فريد عيسى، فقد سجل ملاحظاته حول اندفاع النواب في بلاده إلى مناقشة قضية منع الخمور في البلاد، متجاوزين المشاكل الحقيقية فيها، ورأى أن خلف الدعوة محاولة لكسب الشعبية.
وعلى مدونته، التي تحمل اسم "المنعوت دائماً،" قال عيسى، تحت عنوان "الخمور في حضن النواب": "لست شاربا للخمور ولكنني مع التريث في مسألة منعها وسن التشريعات ضد متعاطيها، بل لعلي أقول إن قرارا مثل هذا الذي تحمس له النواب في جلستهم مناقض لمبدأ الحريات الذي ينادي به الجميع."
وتابع: "لا بد من ملاحظة أن هذا الموضوع الذي ذكر بعض النواب أنهم دخلوا المجلس من أجله (…) تم طرحه في أواخر الفصل التشريعي، يعني في نهاية العام الرابع للمجلس، أي أن المشروع قابل للفشل، لأنه، حسب النظام، سيحول إلى مجلس الشورى.. ولينتهي الفصل التشريعي قبل نهاية هذا 'الفيلم' فيسقط تلقائيا."
وأضاف: "ما قد لا يعرفه النواب الكرام هو أن الخمور تتوفر في البلدان المانعة لها بشكل لا يتصور ولعله بكميات أكبر، لكنهم يعرفون بالتأكيد بأن كل ممنوع مرغوب.. لا للخمور، ولكن ليس بهذه الطريقة التي لم تعد مناسبة لبحريننا وزماننا وللحريات التي صرنا نتميز بها بين دول العالم."
ومن مصر، ناقشت مدونة "بنت مصرية" قضية الشائعات - غير الصحيحة - التي أشارت إلى وفاة الرئيس المصري، حسني مبارك، خلال العملية التي خضع لها في ألمانيا مؤخراً، فعنونت: "الخبر، المصدر، الحقيقة.. مصطلحات فقدت معناها اليوم."
وقالت المدونة: "الموضوع زاد عن حدو أوي.. مرة موقع إسرائيلي مشبوه ناطق بالعربية ينشر خبر أن مبارك مات، وبعدين يرجع ينفيه.. ومرة يقولك إن روسيا أعلنت الخبر ورجعت نفته.. وواحد يقولك دا دكتور ألماني قاللي!!! ويرجع يقولك (وزير الإعلام المصري) أنس الفقي بينفي."
وأضافت: "وأصلا أصلا الموضوع بدأ بكذبة أنه (مبارك) بيعمل المرارة بعدين قالوا ورم حميد.. الحقيقة فين الله أعلم، عمرو ما كان الشعب عارف حاجة أصلا عن ريسه، يتعب أوي ولا على خفيف، يروح في رحلة علاج ولا يتفسح، محدش يعرف عنه حاجة غير اللي بيتم الإعلان عنها رسميا.. هذه هي الشفافية المصرية."
وختمت بالقول: "لكن لأن المصداقية بين مبارك والناس مش موجودة، الفأر بدأ يلعب في عب الناس، ويحسوا انه في حاجة.. ومخبين علينا.. أنا نفسي بدأت أتوهم وأصدق إنو ممكن مبارك يكون..... لأ لأ مش قادرة انطقها.."
وفي السعودية، تناولت مدونة "سعودي جينز" بالإنجليزية الإعلان الذي تبثه فضائية MBC المقربة من الرياض للترويج لمهرجان الجنادرية التي تقيمه سنوياً المملكة العربية السعودية بدعم رسمي من أعلى مستويات الدولية وبرعاية من جهاز الحرس الوطني.
وتحت عنوان "هل يمكنكم رؤية بقيتنا" قال المدون: "كما في كل سنة، يكون للأوبريت الخاصة بمهرجان الجنادرية الحصة الأكبر من الاهتمام الإعلامي، خاصة وأنها تتم بحضور العاهل السعودي في مقدمة صفوف الجمهور.
وتابع: لقد كانت قناة MBC تعرض طوال الأيام الماضية إعلاناً خاصاً بالمهرجان، فهل هذه الدعاية وما فيها يكفي للتعبير عن هوية الحدث ككل.. لا أظن ذلك.. ولنبدأ بالقول إن هناك أخطاء في إنشاد النشيد الوطني السعودي الوارد بالإعلان ولا يبدو أن ذلك أزعج أحداً في القناة."
وبعد إبداء امتعاضه من ظهور الفرسان والصحراء في الإعلان، نظراً لأنهما جزء من الأفكار المسبقة عير الصحيحة التي يحملها البعض عن السعودية ينتقل المدون للحديث عن قضية المناطق في المملكة، وهي قضية شديدة الحساسية، منتقداً تركيز الإعلان على مظاهر الحياة في نجد، التي تنحدر منها العائلة المالكة.
ويقول المدون: "الأوبريت تحمل عنوان 'وحدة وطن،' ولكنني أخشى أن MBC لم تتمكن من أظهار شيء بهذا الوطن إلا نجد، أين جبال عسير؟ أين نخيل الأحساء. أين شواطئ جدة والدمام؟ أين مة والمدينة.. عزيزتي MBC، لماذا لا يمكنك رؤية بقيتنا."