هنية يعتبر العام 2010 عاماً للمصالحة الفلسطينية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- دعا رئيس الحكومة الفلسطينية "المقالة"، إسماعيل هنية، إلى بناء توازن جديد للقوى في الشرق الأوسط، واصفاً جهود استئناف التسوية السلمية بأنها "حمل وهمي كاذب"، كما أكد حرص حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة، على تسوية "التوتر" في علاقتها مع مصر، بعد مقتل شرطي مصري على الحدود مع القطاع الفلسطيني مؤخراً.
وشدد هنية على أن جهود من وصفهم بـ"المراهنين على خيار التسوية، واستئناف المفاوضات لاستعادة الحقوق الفلسطينية، لن تؤدي إلى نتائج حقيقية، في ظل المواقف الصهيونية المتصلبة والثابتة"، مشيراً إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والتي ذكر فيها أن "القدس عاصمة أبدية وموحدة لإسرائيل، ولا عودة للاجئين الفلسطينيين."
وتساءل رئيس الحكومة "المقالة"، في تصريحات لإحدى المحطات الإيرانية، نقلها "المركز الفلسطيني للإعلام"، المقرب من حماس، قائلاً: "في ظل هذه التصريحات (من جانب نتنياهو).. أين سيكون الحل؟".. ودعا إلى ما أسماه "إستراتيجية فلسطينية وعربية أخرى، تأخذ بعين الاعتبار أن مسار التفاوض قد فشل، وأن هناك ضرورة لاستعادة زمام المبادرة الفلسطينية العربية."
وأوضح هنية في هذا الصدد: "نحن لا ندعو الدول العربية إلى شن حرب على الكيان الصهيوني، ولكن نقول: لا بد من بناء توازن جديد في المنطقة، يقوم على محور مصر والسعودية وسوريا، وإدخال تركيا على الخط، والاستفادة من الجمهورية الإسلامية في إيران باعتبارها دولة إسلامية"، لافتاً إلى أن "هناك مساع حثيثة تهدف إلى خلق عداوات في المنطقة، بعيداً عن العدو الصهيوني."
وفيما يتعلق بملف "المصالحة"، قال هنية إن العام 2010 هو عام المصالحة الفلسطينية، واصفاً إياها بأنها "خيار إستراتيجي، وضرورة وطنية"، معتبراً أن "الانقسام حالة استثنائية، ولا يمثل حقيقة الوضع الفلسطيني الراهن، لأن الوضع الفلسطيني قائم على أرض واحدة وشعب واحد، ويُفترض أن يكون نظاماً سياسياً واحداً."
ورداً على سؤال حول قبول حماس بتدخل أطراف أخرى بملف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، قال هنية إن "جولة وفد الحركة برئاسة خالد مشغل، رئيس المكتب السياسي، تركز على العديد من الملفات، منها ملف المصالحة الوطنية، وملف الحصار، وملف نذر العدوان الصهيوني الذي يلوح بالأفق على قطاع غزة، وضرورة وقوف الأمة إلى جانب شعبنا لكبح جماح أي تصعيد صهيوني قادم على القطاع."
وأضاف أن "مصر لا شك في أنها الدولة التي تقود المفاوضات الفلسطينية - الفلسطينية، وترعى الحوار الوطني، وفهمنا أن مصر دولة تتحرك بإرادة عربية، من أجل تحقيق المصالحة، ونعتبر أنه كلما كان هناك احتضان عربي للمصالحة، قطعاً تكون المصالحة أقرب إلى الواقع"، معرباً عن اعتقاده أن "الظروف أصبحت مواتية أكثر لتحقيق المصالحة الفلسطينية."
وعن العلاقة مع مصر "الشقيقة"، بحسب وصف المركز الفلسطيني، قال هنية: "إن التوتر الحاصل وضع غير طبيعيٍ في العلاقة بيننا وبين الأشقاء في مصر"، وأكد أن "الوضع الطبيعي هو وجود علاقة مستقرة، لأن مصر تمثل عمقًاً إستراتيجياً وتاريخياً، حاضراً ومستقبلاً"، كما أكد في المقابل، أن "قطاع غزة لم يكن في يوم من الأيام يشكل خطراً على أمن مصر"، بل وصفه بأنه "خط الدفاع الأول عن الأمن القومي المصري."
وأضاف هنية أن "الأحداث التي وقعت على الحدود في الأيام الماضية، نابعة من حالة غليان وغضب شعبي، على الحصار والجدار"، وتابع: "إننا لا نبرر أية مواجهات مع مصر، ولكن هذا هو الواقع"، مشيراً إلى وقوع إصابات بين عدد من الشبان الفلسطينيين، ولكنه تابع مشدداً: "الدماء الفلسطينية والمصرية غالية علينا، ونحن لسنا من الذين يديرون ظهرهم لقطرة الدم العربي والإسلامي."
وأضاف: "نحن نعالج هذا الموضع على أكثر من صعيد، أولها إجراء تحقيق شامل من قبل مؤسسات الحكومة، بشأن هذه الأحداث لمعرفة ملابسات الأمر بالضبط، وستكون معلومة لشعبنا وللإخوة في مصر، وثانيها الاتصالات التي تجرى مع مستويات مصرية، سواء مع القيادات الأمنية أو السياسية، لاحتواء الأزمة وإعادة الأمور إلى نصابها"، معرباً عن أمله في أن يتم احتواء الأزمة سريعاً.