حكومة المالكي دعت العراقيين على اختلاف انتماءاتهم للمشاركة بالانتخابات
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قتل ثلاثة أشخاص، بينهم إيرانيان السبت، في انفجار سيارة مفخخة بمدينة النجف على مقربة من مرقد الإمام علي بن أبي طالب المقدس لدى الشيعة، في هجوم أسفر أيضاً عن جرح 54 شخصاً، بينهم 37 إيرانياً و 17 عراقياً، وذلك في موجة من الهجمات التي تأتي قبل انطلاق الانتخابات العامة في العراق الأحد.
وتفتح مكاتب الاقتراع أبوابها وسط قلق أمني كبير بعد تهديدات تنظيم القاعدة ومجموعات مسلحة أخرى بمهاجمة مراكز الانتخاب، خاصة في ظل المشاركة السنية الكبيرة المتوقعة، وقد أدت تفجيرات وقعت في اليومين الماضيين إلى مقتل 12 شخصاً وجرح العشرات.
ويبلغ عدد الناخبين العراقيين 18.9 مليون شخص، وسيتنافس المرشحون على 325 مقعداً في 18 محافظة، علماً أن الكيانات السياسية المتنافسة تصل إلى 80.
وستنشر السلطات العراقية 47 ألف مركز انتخابي، تصل القدرات الاستيعابية لكل منها إلى 420 ناخباً، وستوزع الآلاف من المراقبين العراقيين والأجانب على مختلف المراكز.
وبدأ ما يزيد على 500 ألف عراقي ممن يقيمون في الخارج، الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة، لاختيار 325 عضواً في مجلس النواب، والتي ستضع، إلى حد كبير، المعالم الرئيسية لتشكيلة الحكومة العراقية المقبلة، وسط تحذير نائب الرئيس العراقي، طارق الهاشمي، من "انقلاب" محتمل من جانب حكومة رئيس الوزراء، نوري المالكي، للانفراد بالسلطة.
وتوافد آلاف الناخبين الجمعة، على مراكز الاقتراع التي أُقيمت في نحو 16 دولة، توجد بها تجمعات ضخمة للعراقيين، من بينها مصر والأردن وسوريا ولبنان والإمارات، إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا، للإدلاء بأصواتهم التي من المقرر إجراؤها في العراق الأحد.
ففي الولايات المتحدة، أقامت السلطات الأمريكية ثمانية مراكز انتخابية، حيث تقدم السفير العراقي لدى واشنطن، سمير الصميدعي، الناخبين العراقيين وموظفي السفارة، للإدلاء بأصواتهم في اللجنة الانتخابية بمدينة أرلينغتون في ولاية فرجينيا، ليخرج السفير رافعاً أصبعه أمام الصحفيين، وقد غمسه في الحبر القرمزي، في دلالة على مشاركته بالانتخابات.
وفيما صف الصميدعي العراقيين المشاركين في الانتخابات بأنهم "مواطنين شجعان"، فقد ذكر أن "هذا اليوم يجب أن يحتفل به العراقيون والأمريكيون معاً"، وأضاف أن موجة العنف الأخيرة التي يشهدها العراق لن تثني العراقيين عن الدفاع عن حقوقهم.
ورصدت CNN شاباً عراقياً يضع علم بلاده على كتفيه، بينما كان يقوم بالإدلاء بصوته، بينما حمل آخر طفله البالغ من العمر خمسة شهور على عنقه، فيما جاءت الشقيقتان فاطمة وقدرية سندي، إلى مركز الاقتراع، وهما ترتديان الزي التقليدي للأكراد في شمال العراق.
وقال محمد العطواني، الذي قاد سيارته لنحو سبع ساعات من بوسطن بولاية ماساشوستس إلى فرجينيا، ليشارك في الانتخابات: "إنه مستقبلنا.. مستقبل أسرتنا وأبنائنا"، بينما قالت فاطمة سندي: "نتطلع لأن تكون هذه الانتخابات عادلة لكل العراقيين، إنني في الثلاثين من عمري، وعشت طوال حياتي في الخارج، ولم أستطع أبداً أن أعيش في بلدي."
ومن المتوقع أن يشارك نحو 28 ألف عراقي يقيمون في الولايات المتحدة، في الانتخابات التي تجري على مدار يومي الجمعة والسبت، فيما تقدر الأمم المتحدة عدد العراقيين الذين يعيشون في خارج العراق، ولهم حق التصويت في تلك الانتخابات، بنحو نصف مليون عراقي.
من جانب آخر، استبعد طارق الهاشمي، النائب السُني للرئيس العراقي، جلال طالباني، قيام الولايات المتحدة بانقلاب عسكري لتغيير الحكم في العراق، إلا أنه أعرب عن قلقه مما أسماه "الانتهاكات والخروقات"، التي تتعرض لها الديمقراطية الناشئة في العراق، ومبدأ التداول السلمي للسلطة.
ولكن الهاشمي أكد أن "حدوث انقلاب عسكري، يبقى احتمالاً قائماً، إذا تدهورت الأوضاع أكثر، أو أن الحزب الحاكم، الذي ينفرد، خلافاً للدستور والقانون، بالهيمنة الحصرية على القرار العسكري والأمني، قد يغامر باستخدام القوة العسكرية، لتعطيل التداول السلمي، خصوصاً وأن إشارات مزعجة من بعض كبار قيادييه، في أكثر من مناسبة، تؤكد عدم استعدادها للتنازل عن السلطة، إذا ما جاءت نتائج الانتخابات بغير ما تشتهي."
وشدد الهاشمي، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الوطنية العراقية "ونا"، على قوله إنه "إذا ما حصل ذلك، فستكون عواقبه كارثية، وهذا ما لا نرجو وقوعه"، كما أكد على أهمية نجاح التجربة الديمقراطية في العراق.
وكانت مراكز الاقتراع قد فتحت أبوابها مبكراً الخميس، أمام بعض الفئات التي لن تتمكن من المشاركة في انتخابات الأحد، بينهم العسكريون وأفراد الأمن والسجناء المحكومين بأقل من خمس سنوات، والمرضى وموظفي المستشفيات.