التدخل الأمني جاء بعد معلومات دقيقة
صنعاء، اليمن (CNN) -- أعلنت أجهزة الأمن اليمنية أنها نفذت عملية "نوعية وخاطفة" بمحافظة عدن، تمكنت خلالها من القبض على مجموعة من العناصر التي وصفتها بأنها "إرهابية" بتهمة التورط في الهجوم الذي تعرض له مبنى الأمن السياسي (الاستخبارات) السبت الماضي.
وداهمت الشرطة منزلا بمدينة عدن خلال اجتماع ضم عددا من العناصر المشتبه بها بناء على معلومات دقيقة تم الحصول عليها من خلال عمليات المتابعة والرصد المستمرة التي يقوم بها رجال الأمن، وجرى خلال عملية المداهمة القبض على كل من كانوا في الاجتماع 'والذين وجد أن بعضهم ممن يشتبه بعلاقتهم بتنظيم القاعدة.
ونقل موقع تابع لوزارة الدفاع اليمنية أن بعض تلك العناصر كانوا قد شاركوا في "الجريمة الإرهابية التي استهدفت مبنى الأمن السياسي وأودت بحياة 11 شخصاً بينهم 3 نساء وطفل، بالإضافة إلى تورطهم في عمليات أخرى من بينها السطو على البنك العربي ونهب مائة مليون ريال بالاشتراك مع الإرهابي غودل محمد صالح،" من تنظيم القاعدة.
ونسب الموقع إلى مصادر أمنية قولها أن القبض على عناصر القاعدة جاء "على ضوء الاعترافات التي أدلى بها غودل، والذي كان قد ظهر بجانب القيادي في تنظيم القاعدة محمد احمد عمير الكلوي في أحد مقاطع الفيديو مهددا ومتوعدا بالانتقام لقتلى الغارة الجوية على مركز تدريبي لتنظيم القاعدة."
وقالت المصادر إن غودل "أدلى باعترافات مهمة خطيرة مكنت أجهزة الأمن من القبض على عدد من العناصر الإرهابية في حملات مداهمة لعدد من المنازل خلال اليومين الماضيين، كما تم ضبط وسائل مختلفة كانوا يستخدمونها في عملياتهم الإرهابية بما في ذلك السيارة التي استخدموها في عملية السطو على مبنى البنك العربي بعدن."
وكان الهجوم على موقع الأمن السياسي بعدن قد جاء بعد ساعات تهديد تنظيم القاعدة بشن هجمات دامية ضد المصالح الحكومية في اليمن.
وكان تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية قد أصدر بياناً اتهم فيه الحكومة اليمنية بمحاولة "زرع الفتنة" بين القبائل" في "وادي عبيدة"، الذي شهد مواجهات طاحنة قبل أيام، وتوجيه ضربات عسكرية إلى أهداف مدنية، بينها المساجد، مما أدى إلى سقوط قتلى بين المدنيين، داعية القبائل إلى القتال ضد النظام.
ونفى التنظيم، في بيان صوتي لم تتضح هوية الشخص الذي ألقاه، وقد نشرته مواقع دأبت على إيراد بيانات الحركات المتشددة، دون أن تتمكن CNN من تأكيد صحته، مسؤوليته عن اغتيال قيادي عسكري يمني في مآرب قبل أيام، وحض قادة القبائل على عدم مناصرة الرئيس علي عبدالله صالح، الذي وصفه بـ"عميل أمريكا."
وختم البيان بالقول: "نحن المجاهدون في جزيرة العرب لن نقف مكتوفي الأيدي تجاه ما يقع على نسائنا وأطفالنا وإخواننا في وادي عبيدة، وبإذن الله سنشعل الأرض ناراً تحت طواغيت الكفر من نظام علي صالح وأعوانه عملاء أمريكا."
وكانت منطقة مأرب ووادي عبيدة قد شهدت معارك طاحنة أدت إلى مقتل وجرح العشرات بمواجهات بين القبائل والجيش الذي كان يطالب بتسليم مشتبه بهم، وقام عدد من رجال القبائل بتفجير أنابيب النفط، بعد استخدام الجيش المدفعية لضرب التجمعات القبلية.