مسلحو حركة الشباب يسيطرون على معظم مقديشو
مقديشو، الصومال (CNN)-- كشفت مصادر إعلامية صومالية السبت، أن أعداداً كبيرة من القوات الإثيوبية عادت إلى الصومال مجدداً الجمعة، ترافقها وحدات من القوات الموالية للحكومة الانتقالية، في خطوة تهدف إلى التصدي لمسلحي حركة "الشباب المجاهدين"، الذين بدأوا يستعيدون سيطرتهم على معظم أنحاء العاصمة مقديشو.
وقال صحفي صومالي لـCNN إن القوات الحكومية، المدعومة بالقوات الإثيوبية، تبادلت إطلاق النار مع مجموعة من مسلحي حركة "الشباب"، الذين يسيطرون على مناطق واسعة في وسط الدولة التي تمزقها الحرب، ويسعون لفرض سيطرتهم على كامل العاصمة الصومالية.
ودخل الجيش الإثيوبي بلدة "دولو" الصومالية الحدودية، وفق ما ذكرت صحيفة "أديس نيجير" الصادرة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وهي المرة الأولى التي تدخل فيها قوات إثيوبية للأراضي الصومالية، منذ انسحابها إلى بلدة "فر فر" القريبة من الحدود مع الصومال.
إلا أن مسؤولاً صومالياً رفيعاً نفى أي وجود للقوات الإثيوبية في "دولو"، ووصف التقارير التي تحدثت عن دخول الجيش الإثيوبي للبلدة الصومالية بأنها "مجرد شائعات"، وقال عبد الفتاح جيسي، حاكم منطقة "باي" جنوب غربي الصومال: "يمكنني أن أؤكد لكم أنه لم يدخل أي جندي إثيوبي إلى بلدة دولو."
وفي وقت سابق الجمعة، حذر وزير الإعلام بالحكومة الصومالية المؤقتة، عبد الرحمن عمر عثمان، من موجة هجمات عنيفة قد يشنها مسلحو حركة "الشباب" السبت، في ذكرى "غزوة بدر"، التي توافق اليوم الـ17 من شهر رمضان، وحذر من تلك الهجمات قد تستهدف المدنيين وقوات الأمن على السواء.
وقال عثمان، في تصريحات لـCNN، إن مسلحي حركة الشباب يعتقدون أن ذكرى "غزة بدر"، والتي انتصر فيها النبي محمد على "كفار قريش"، في عام 624 بالتقويم الميلادي، "هو أفضل يوم بالنسبة لهم، للانتصار علينا".(التفاصيل)
وبعد قليل من تحذيرات المسؤول الحكومي، حذر المتحدث باسم حركة "الشباب"، شيخ علي محمود ريجي، فنادق العاصمة مقديشو من استضافة أي من أعضاء الحكومة أو البرلمان، وقال: "إذا لم تلتزموا بها التحذير، فعليكم أن تتحملوا مسؤولية ما سيحدث."
ويقيم غالبية أعضاء البرلمان، الذي يضم 450 عضواً، بصفة مؤقتة في فنادق بمقديشو، ولقي أربعة أعضاء منهم مصرعهم، وأُصيب خمسة آخرون، في هجوم بالقنابل الثلاثاء الماضي تبنته حركة "الشباب"، أسفر عن سقوط 33 قتيلاً.(المزيد)
وخلفت الهجمات التي شنها مسلحو الحركة الإسلامية هذا الأسبوع ما يزيد على 70 قتيلاً من المدنيين، وجرح أكثر من 200 آخرين، بحسب ما أكد وزير الإعلام الصومالي، وفي المقابل، فقد قتلت القوات الحكومية 25 مسلحاً منذ الاثنين الماضي، كما أُصيب نحو 70 مسلح آخرين.
وتسيطر حركة "الشباب المجاهدين"، التي يُعتقد أنها تضم المئات من "المقاتلين الأجانب"، قدموا من دول في جنوب آسيا، ومنطقة الخليج، ودول غربية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، على القسم الأكبر من وسط وجنوب الصومال، التي تطحنها حرب أهلية دامية منذ 1991.
وتنامت قدرات الحركة المسلحة البشرية والمالية، نظراً لارتباطها بتنظيم القاعدة، الذي دعا زعيمه أسامة بن لادن، في تسجيل صوتي في مارس/ آذار الماضي، "المسلمين في كل مكان، للانضمام للقتال إلى المجاهدين الصوماليين، وحتى إقامة إمارة إسلامية."
وبحسب الحكومة الانتقالية، فإن تنامي الروابط بين "الشباب" و"القاعدة" أدت إلى تدفق مقاتلين متشددين من الخارج، ويبلغ قوام الحركة حوالي سبعة آلاف رجل مسلح، من بينهم ثلاثة آلاف مقاتل مصقولون بمهارات عالية لخوض حرب عصابات، ولها جناح عسكري يدعى "جيش العسراء"، وذراع ديني باسم "جيش الحسبة."
وتبدي الولايات المتحدة قلقاً بالغاً إزاء نشاط الحركة في الصومال واليمن، عبر خليج عدن، كما تصنف واشنطن حركة "الشباب المجاهدين" ضمن قائمة "المنظمات الإرهابية."