القوات الأمريكية تتكبد أولى خسائر ''الفجر الجديد''
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كغيرهما من آلاف الجنود الذين قضوا نحبهم خلال الحرب التي خاضها الجيش الأمريكي في العراق لأكثر من سبع سنوات، عاد الجنديان فيليب جينكينز وجيمس ماكلامروك، إلى وطنهما جثتين هامدتين، تستقبلهما زخات الدموع، والألحان الجنائزية لفرق الموسيقى العسكرية.
وحطت طائرة تقل جثتي الجنديين اللذين يُعدان آخر قتلى القوات الأمريكية في العراق حتى اللحظة، في قاعدة "دوفر" الجوية في ولاية ديلاور مساء الخميس، ورغم تشابه مصيرهما مع نحو 4400 جندي أمريكي لقوا نفس المصير، إلا أن هناك بعض ظواهر الاختلاف التي تميز هذين الجنديين.
لعل أبرز هذه الظواهر أن الجنديين اللذين قُتلا الثلاثاء، هما أول ضحايا القوات الأمريكية منذ إعلان الجيش الأمريكي انتهاء عملياته القتالية في العراق، مطلع سبتمبر/ أيلول الجاري، والذي شهد انتهاء عملية "تحرير العراق"، وانطلاق مرحلة جديدة، أطلق عليها اسم "الفجر الجديد."
كما أن جينكينز وماكلامروك لم يسقطا خلال معارك مع مسلحين عراقيين أو نتيجة تعرضهما لهجوم من قبل العناصر المسلحة، وإنما قُتلا برصاص جندي عراقي داخل قاعدة تابعة لقيادة الجيش العراقي قرب مدينة "طوز خورماتو" في محافظة "صلاح الدين" شمالي بغداد.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية، الجنرال محمد العسكري، أن المسلح الذي قتل جنديين أمريكيين وأصاب تسعة آخرين، هو جندي عراقي واسمه سوران رحمن، ويتبع الفرقة الرابعة، مشيراً إلى أن الجندي دخل في عراك مع الجنود الأمريكيين، ثم سحب سلاحه وبدأ بإطلاق النار عليهم، قبل أن يتم إطلاق النار عليه وقتله.
وتم تشكيل لجنة أمريكية عراقية مشتركة للتحقيق في إطلاق الجندي العراقي النار على الجنود الأمريكيين الذين كانوا جزءاً من عناصر عملية أمنية تابعة لقائد عسكري أمريكي، كان في اجتماع مع عناصر قوات عراقية أمنية داخل المقر.
ومن المقرر أن تبقي الولايات المتحدة على 50 ألف جندي من قواتها في العراق، حتى نهاية عام 2011، لتدريب وتقديم الدعم والإرشاد للقوات العراقية، ويمكن لهذه القوات أن تقوم بمهام أكثر، في حالة إذا ما طلبت الحكومة العراقية وأقرت الإدارة الأمريكية ذلك.
ومازال المشهد العراقي يعيش حالة اضطراب، في أعقاب الانتخابات التي أدت إلى فوز قائمة "العراقية"، بزعامة السياسي الشيعي العلماني إياد علاوي، الذي يحظى بتأييد التجمعات السُنية، على قائمة "دولة القانون"، التي يتزعمها رئيس الحكمة "المنتهية ولايته"، نوري المالكي.
ويرى مراقبون أن جماعات مسلحة تسعى لاستغلال "الفراغ السياسي"، لمحاولة إدخال العراق في دائرة من العنف الطائفي مجدداً، مثلما حدث عامي 2006 و2007.