قادة التيار المتشدد يدعون للحزم مع الإصلاحيين
طهران، إيران (CNN) -- اتهمت تقارير إعلامية إيرانية السلطات السعودية بالتورط في إثارة الاحتجاجات التي وقعت في البلاد خلال إحياء مناسبة عاشوراء، وذلك عبر سفارتها في طهران، التي زعمت التقارير أنها قامت بتقديم "مبالغ مالية كبيرة لبعض الأشخاص للقيام بأعمال تحريضية" خلال الشعائر الدينية الشيعية.
وبالتزامن، حض عدد من كبار ممثلي التيار المتشدد على التصدي لتحركات الإصلاحيين ودعوا قادتهم إلى "التوبة،" والاعتذار من "الله والرسول والشعب،" في حين كشفت مصادر قضائية عزمها معاملة المحتجين على أساس "حكم الحرابة."
وقالت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية شبه الرسمية أن "مصدراً مطلعاً" لم تكشف اسمه أو صفته كشف لها قيام السعودية "بتقديم مبالغ مالية كبيرة لبعض الأشخاص،" ونقلت عن هذا المصدر أن السعوديين "تجنبوا العمل بشكل مباشر، واستعاضوا عن ذلك باستخدام عملاء لهم من أجل القيام بهذه الأعمال لأن سمعة السعودية عند الشعب الإيراني سيئة جدا."
وقال هذا المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه إنه تم "الكشف عن بعض الخيوط التي تشير إلى تورط السعودية في الحوادث والاضطرابات التي جرت يوم عاشوراء في طهران."
وأضافت الوكالة إن تصرفات السعودية في الشهر الماضي، من خلال الإعلان عن لجوء ابنة زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن إلى السفارة السعودية في طهران، وكذلك اتهام إيران بالتدخل في حوادث اليمن: "تشير إلى سعيها للاستفادة من كل الظروف والإمكانات لمواجهة إيران."
وفي سياق متصل، هدد حجة الإسلام رئيسي، مساعد رئيس السلطة القضائية الإيرانية، أنه سيتم "التصدي بحزم لمثيري الشغب ومنتهكي القانون وكل من يهدد أمن الشعب وسيتم التعامل معهم على أنهم محاربون."
ونقلت وكالة مهر الإيرانية شبه الحكومية أن رئيسي قال: "من اجل الاستجابة لمطالب الشعب، واستنادا إلى مسؤوليتنا القانونية والشرعية ومسؤولية جميع الأجهزة، فلن يتم التهاون بأي شكل من الأشكال في مواجهة مثيري الشغب ومنتهكي القانون وكل من يريد أن يعرض امن الشعب إلى الخطر."
وتزامنت تصريحات رئيسي مع دعوة آية الله جنتي، خطيب الجمعة في طهران وأحد المعبرين عن وجهات نظر التيار المتشدد في إيران السلطات القضائية إلى "التصرف بسرعة للتصدي لمثيري أعمال الشغب والفتنة."
وتوجه جنتي إلى قادة المعارضة الإيرانية قائلاً إنهم "ضلوا الطريق، ولا سبيل أمامهم سوى التوبة وتلقي العقاب وعليهم الاعتذار من الله والنبي والشعب."
وكان الزعيم الإيراني المعارض، مير حسين موسوي، الذي شكلت خسارته الانتخابات الرئاسية بمواجهة الرئيس محمود أحمدي نجاد، الخلفية الأساسية للاحتجاجات التي يقوم بها التيار الإصلاحي قد انتقد بشدة الحملة التي تشنها السلطات وقوات الأمن ضد المعارضين.
وقال موسوي إنه "مستعد للشهادة" ولا يخشى الموت في سبيل حمل السلطات على الاعتراف بحق الشعب الإيراني في الاحتجاج السلمي.
وفي رسالة نشرها موقع "كلمة" الإصلاحي، ندد موسوي بالقمع الذي تعرضت له المعارضة في مناسبة عاشوراء في العاصمة طهران وبعض المدن الأخرى والذي أسفر عن مصرع ثمانية إيرانيين، من بينهم ابن شقيقة موسوي، واعتقال المئات.
وحذر موسوي من إمكانية اندلاع "انتفاضة داخلية" في إيران بسبب ما يتعرض له التيار الإصلاحي، وطالب السلطات بالإفراج عن المعتقلين والسماح بالحركة الحرة للأحزاب.