دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ظهرت الإيرانية سكينة محمد أشتياني، المحكومة بالإعدام رجماً بتهمة الزنا وقتل زوجها، على شاشة التلفزيون "برس" الرسمي الناطق بالإنجليزية الجمعة، في تقرير حول قضيتها، اعترفت فيه بدورها في الجريمة، في حين ردت منظمات حقوقية بانتقاد التقرير، واصفة إياه بأنه "مسرحية درامية."
وقال هادي غائمي، رئيس جميعة "الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران" إن التقرير شهد: "تجاوزات لحقوق أشتياني القانونية عبر إخراجها (من سجنها) وعرضها أمام الناس في محاولة لإقناع المجتمع الدولي بأنها مذنبة."
واعتبر غائمي أن إيران "تسعى لتبرير قرار إعدام أشتياني بسبب الضجة الدولية" التي ثارت حول أسلوب الإعدام رجماً.
وتكون التقرير الذي عرضه تلفزيون برس من تسجيلات مدتها 30 دقيقة، تتضمن مقابلات مع أشتياني وابنها وعدد من أفراد عائلتها، وفي سبيل تصوير البرنامج، جرى إخراج أشتياني من السجن، ونقلها إلى منزلها، وهو أمر غير معتاد في إيران.
ووصف غائمي التقرير بأنه "مشاهد مؤسفة تحاول من خلالها السلطات الإيرانية تحويل قضية قضائية إلى حملة علاقات عامة، فالمسألة لا تتعلق بقضية أشتياني نفسها فحسب، بل بعقوبة الرجم التي تحاول إيران أن تصرف المجتمع الدولي عن التركيز عليها."
وكان عرض تلفزيون "برس" لصور أشتياني مع ابنها سجاد أصغر زادة قد دفع بعض وسائل الإعلام العالمية للاعتقاد بأن السلطات أفرجت عنها.
ولكن التلفزيون قال لاحقاً إن تصوير البرنامج جاء "بالتنسيق مع السلطات القضائية التي وافقت أن يقوم التلفزيون بمرافقة أشيتاني المحكومة بالإعدام، بخلاف ما يحاول الإعلام الغرب الترويج له."
وأضاف التلفزيون الإيراني أن الفقرة ستشهد مقابلات مع ابن سكينة، ومحاميها حطان كيان.
ولفت التلفزيون إلى أن "بعض وسائل الإعلام الغربية نقلت مزاعم بالإفراج عن أشتياني، وقد اعتبرت إيران ذلك مجرد دعاية غربية سياسية الدوافع، ترمي زعزعة مؤسسات الجمهورية الإسلامية."
وكانت السلطات في العاصمة الإيرانية، طهران قد منحت مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي الضوء الأخضر لتنفيذ حكم الإعدام بحق أشتياني، وفقاً لما ذكرته إحدى الناشطات الإيرانيات في مجال حقوق الإنسان.
غير أن طريقة تنفيذ الحكم بحق أشتياني، البالغة من العمر 43 عاماً، لم تتضح بعد وفقاً لما ذكرته المتحدثة باسم اللجنة الدولية المناهضة للرجم، مينا عهدي.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانباراست، قد ذكر في وقت سابق إن طهران علقت حكم الإعدام، لكنه أردف قائلاً إن "قضيتها تجري مراجعتها مرة أخرى،" مؤكداً أن "الحكم عليها بتهمة التواطؤ في جريمة قتل ما زال جاريا."
وكانت السلطات الإيرانية قالت إن المرأة، وهي أم لولدين، وتنتمي للأقلية الأذريية، تواجه عقوبة الرجم لارتكابها الزنا، وتحاكم بتهمة التواطؤ بقتل زوجها، لكنها عادت وقالت إن الحكم قد يعلق حاليا.
وفي وقت سابق وردت أنباء عن تعرض أشتياني للجلد، غير أن الأخيرة نفت ذلك وقالت إنها مجرد شائعات.
وقالت أشتياني في مقابلة مع الإذاعة الإيرانية إن التقارير الصحفية حول تعرضها لـ99 جلدة، ونفت أيضاً أن تكون قد عوقبت بسبب نشر صور لها وهي حاسرة الرأس، أي من دون غطاء.