طرابلس، ليبيا (CNN)-- في تحرك قد يثير غضب حلفاء غربيين للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، أعلن وزير العدل في الحكومة الانتقالية الجديدة، محمد العلاقي، أن ملف المتهم بتفجير "لوكيربي"، عبد الباسط المقراحي، قد "أُغلق تماماً."
وفيما بدا أنه رد على طلب من جانب بريطانيا، إلى السلطات الجديدة في طرابلس، لإعادة فتح التحقيق في القضية، قال العلاقي، في تصريحات للصحفيين في وقت متأخر من مساء الاثنين: "العالم أجمع يعلم أن عبد الباسط المقراحي خضع للمحاكمة في قضية لوكيربي، وتمت إدانته، وبعد ذلك قام بالاستئناف ولكنه أُدين مجدداً."
وتابع قائلاً: "وبعد ذلك، قررت السلطات الاسكتلندية والحكومة البريطانية إطلاق سراحه لأسباب إنسانية"، وأضاف: "إنني أعتقد، كوزير للعدل في ليبيا، أن هذه القضية أُغلقت، وأن الرجل لا يمكن محاكمته مرتين على نفس الجريمة المتهم بها."
وأُدين المقراحي عام 2001، بتفجير طائرة أمريكية تابعة لشركة "بان آم" فوق بلدة لوكيربي عام 1988، كانت في طريقها من لندن إلى نيويورك، ما أدى إلى مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 259 راكباً، بينهم 189 أمريكياً، بالإضافة إلى 11 آخرين على الأرض، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
وفي أغسطس/ آب 2009، قررت السلطات الاسكتلندية الإفراج عن المحكوم الليبي، لدواع إنسانية، بسبب إصابته بسرطان البروستاتا المتقدم، وبعدما قرر أطباء أن أمامه قرابة ثلاثة شهور فقط على قيد الحياة.
وعندما عاد إلى بلاده، تم التعامل معه بوصفه بطلاً وطنياً، الأمر الذي أثار ردود فعل سلبية في الولايات المتحدة وبريطانيا، ومع سقوط حكم العقيد معمر القذافي، عاد المسؤولون في لندن وواشنطن يطالبون بإعادته إلى السجن، إلا أن المجلس الانتقالي أعلن أنه لن يسمح بتسليم المقراحي.
وبعد عامين من عودته إلى طرابلس، عثر طاقم شبكة CNN على المقراحي، وهو في حالة أقرب إلى الموت، ومن المرجح أنه سيأخذ أسرار الحادثة معه إلى القبر، حيث يرقد على سرير في فيلا بطرابلس، يخضع فيها لرعاية والدته وابنه، ولا يمكنه التنفس إلا بواسطة أنبوب أكسجين.
وقال ابنه خالد لـCNN: "نحن نعطيه الأكسجين فقط، لا أحد قدم لنا أي نصيحة أخرى"، وأضاف: "لا يوجد طبيب.. لا أحد يسأل.. لا يوجد أي خط هاتفي للاتصال بأي شخص."