دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- نفى الناطق الرسمي باسم الخارجية السورية، جهاد مقدسي، صحة ما أوردته عدة وكالات أنباء من تصريحات منسوبة للرئيس بشار الأسد، وذلك في مقابلة لإحدى محطات الأخبار الأمريكية، واصفاً هذه التصريحات، التي لم يتم إذاعتها بعد، بـ"المتلاعب بها"، و"غير الدقيقة."
وأشار مقدسي، في مؤتمر صحفي بث على التلفزيون السوري الأربعاء، إلى أن الرئيس الأسد قال في تصريحاته لمحطة ABC الأمريكية: "هناك أخطاء ارتكبتها قوات الأمن والجيش، والتي تتحمل مسؤولية الحفاظ على الأمن في سوريا، وسيتم محاسبة المسئولين لأن لا أحد فوق القانون."
وجدد مقدسي دعواته للمعارضة بالقدوم والجلوس للتحاور، واصفاً أن الاعتراض ومخالفة الرأي لا تكون بناءة، إلا عند التحاور المباشر.
وأضاف أن "سوريا حريصة على المحافظة على العلاقات مع دول الجوار، وبالأخص مع تركيا، وقد تم تبادل الرسائل على مستوى دبلوماسي، ونأمل من تركيا أن تعيد حساباتها، حيث أن سوريا وتركيا تربطهم علاقات قوية منذ مدة طويلة."
وعلى الصعيد العربي، قال مقدسي إن "سوريا بانتظار الدخان الأبيض، الذي سيصدر عن الجامعة العربية"، كما أكد أن "سوريا حريصة على أن تتضح حقيقة ما يجري وإيصاله للعالم."
يُذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية سارعت إلى الطعن في تصريحات منسوبة للرئيس السوري، جاء فيها أنه لم يكن يتحكم بقوات الأمن في بلاده، في خضم الحملة الدامية التي تشنها الحكومة على المحتجين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، مارك تونر: "أجد أنه من المضحك أنه (الرئيس الأسد) يحاول الاختباء وراء نوع من لعبة الفقاعة.. ولعبة الإدعاء بأنه لا يمارس السلطة في بلاده."
وأضاف: "لقد كان أمامه (الأسد) فرص في الماضي لوضع حد للعنف"، مستذكراً قائمة المبادرات التي قدمتها جامعة الدول العربية وتركيا وبلدان أخرى والأمم المتحدة.
ومضى تونر يقول "لقد رفض كل منها، وعادة من خلال عملية طويلة ومعقدة حيث كان يلعبها لكسب الوقت.. ليس هناك أي مؤشر على أنه يفعل شيئا سوى اتخاذ المزيد من الإجراءات الصارمة وبصورة وحشية، ضد المعارضة السلمية."
وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية يرد على سؤال حول مقابلة تلفزيونية أجرتها شبكة ABC يوم الاثنين مع الأسد، وستبث الأربعاء، تحدث فيها عن أعمال العنف الدائرة في بلاده.
ونقل أحد منتجي الشبكة عن الأسد قوله في المقابلة "أنا الرئيس وأنا لا أملك البلاد.. لذا فالقوات ليس ملكي أيضاً"، مضيفاً قوله: "هناك فرق بين تعمد اتخاذ إجراءات صارمة، وبين وجود أخطاء يرتكبها بعض المسؤولين.. هناك فرق كبير."
ويوم الثلاثاء، أعلنت الولايات المتحدة أن سفيرها في سوريا، روبرت فورد، سيعود إلى دمشق، التي غادرها نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي "للتشاور" بعد تهديدات أمنية.