إسلام أباد، باكستان (CNN)-- أدانت باكستان الجمعة ما وصفتها بـ"إدعاءات" أمريكية حول قيام إسلام أباد بدعم "مجموعة إرهابية"، قامت بشن عدة هجمات مؤخراً استهدفت القوات الأمريكية، كما وصفها مسؤولون أمريكيون بأنها "أحد أذرع" وكالة الاستخبارات الباكستانية.
جاءت انتقادات إسلام أباد، على لسان رئيس الوزراء، يوسف رضا جيلاني، رداً على تصريحات أدلى بها رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، الأدميرال مايكل مولن، أمام الكونغرس الخميس، والتي قال فيها إن "شبكة حقاني"، التي تنطلق من باكستان، دأبت على مهاجمة القوات الأمريكية عبر الحدود مع أفغانستان.
وتعكس تصريحات مولن شعور المسؤولين الأمريكيين المتزايد بنفاذ صبرهم، إزاء عدم رغبة باكستان في وقف الهجمات، وكذلك الاعتقاد بأن إسلام أباد تقدم الدعم للمسلحين، وهي الاتهامات التي أدانها رئيس الحكومة الباكستانية بشدة، في تصريحات له الجمعة.
وقال جيلاني، في مقابلة مع تلفزيون "جيو" GEO، الشقيق لشبكة CNN: "إنهم لا يستطيعون العيش معنا، أو بدوننا"، وتابع قائلاً في إشارة إلى المسؤولين الأمريكيين: "إذا كانوا لا يستطيعون أن يعيشوا بدوننا، فعليهم أن يبذلوا بعض الجهد لإزالة أي سوء تفاهم."
من جانبها، أدانت وزيرة الخارجية الباكستانية، هينا رباني خار، المزاعم الأمريكية ووصفتها بأنها "إدعاءات"، وقالت في تحذير للولايات المتحدة، نقلتها قناة جيو: "سوف تفقدون حليفاً"، وتابعت بقولها: "لا يمكنكم الاستغناء عن باكستان، كما لا يمكنكم الاستغناء عن الشعب الباكستاني."
وكان مسؤول أمريكي بارز قد كشف لـCNN الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة كثفت مؤخراً هجماتها الأحادية على شبكة حقاني، تزامناً مع انتقاد وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، تقاعس حكومة إسلام أباد في ملاحقة الحركة، التي تعبر الحدود لاستهداف القوات الأمريكية بأفغانستان.
وذكر المصدر، الذي فضل عدم كشف هويته نظراً لحساسية القضية، أن الجيش الأمريكي، إلى جانب وكالة الاستخبارات المركزية CIA، وافقا على تصعيد الهجمات بباكستان ضد الشبكة الإرهابية، رداً على تكثيف عملياتها عبر الحدود لمهاجمة القوات الأمريكية والأفغانية.
وتُعد الشبكة، بزعامة جلال الدين حقاني، جماعة متمردة تحالفت مع تنظيم القاعدة وحركة طالبان، ويعتقد أن يكون مقرها في المناطق الحدودية الباكستانية، التي تنعدم فيها سيطرة الحكومة المركزية، وينشط عناصر الحركة في المناطق الحدودية الوعرة بين أفغانستان وباكستان.
وتعتقد الاستخبارات الأمريكية أن شبكة حقاني تلعب دوراً كبيراً في الأحداث الجارية بالمنطقة، وتشير التحقيقات إلى أنها تحصل على مواردها المالية من ثلاثة مصادر، هي التبرعات التي تأتيها من الخليج، ومبيعات المخدرات، والمبالغ التي يقدمها تنظيم القاعدة.