دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال ممتاز خان، مؤسس شركة "ميدل ايست أند آسيا كابتال بارتنر" الاستثمارية ومديرها التنفيذي، إن دول المنطقة التي تعاني من تضخم سكاني ومن ارتفاع نسب بطالة الشباب حالياً ستكون الأكثر قدرة على تحويل تلك الأعباء إلى مصادر للنمو مستقبلا، وانتقد المؤسسات الاستثمارية الدولية التي تغادر المنطقة حالياً، قائلاً إنها لا تعمل بإستراتيجية بعيدة المدى.

وقال خان، في مقابلة مع برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN: "أعتقد أن الثورات ستفيد الاستثمارات التي ستعود لتظهر على الساحة خلال سنة ونصف تقريباً، ولدى أصحاب الاستثمارات الخاصة والذين يدخلون المشاريع بالتعاون مع الحكومات المحلية فرص هائلة أما أموال المؤسسات فستأتي في فترة متأخرة."

ولدى سؤاله عن مشكلة بطالة الشباب التي تتراوح بين 25 و 30 في المائة بالمنطقة قال خان: "هذا موضوع مهم جداً لأن ما كان يعتبر في الماضي جزءاً من الأصول بات في الواقع جزءا من الأعباء، وبالمقابل، باتت بعض الأعباء، ومنها الكثافة السكانية العالمية، هي المصدر للفرص الجديدة."

وشرح خان وجهة نظره بالقول: "الدول الأسيوية وغير الآسيوية التي لديها كثافة سكانية عالية تتمتع اليوم بفرص جيدة للنمو لأن إمكانية الاستهلاك وتوسيع الأسواق حاضرة، بعكس الدول الغربية التي وصل فيها الاستهلاك إلى الذروة وضعفت بالتالي فرص النمو، لذلك فإن الدول التي تعاني من مشكلة بطالة الشباب اليوم ستجد في هذه الشريحة غداً فرصة كبيرة للنمو."

وعن رأيه حول الأوضاع الاقتصادية في السعودية وإندونيسيا وتركيا، التي تشارك في اجتماعات دول مجموعة العشرين قال خان: "هذه هي الدول صاحبة أبرز الاقتصاديات العربية والإسلامية، وعندما أقوم كمستثمر بالتعامل معها على أنها سوق واحدة مجتمعة فسأستفيد لجهة الحد من المخاطر واكتشاف فرص جديدة بعيداً عن الدول النامية التقليدية، مثل الصين والهند، حيث يوجد استثمارات تفوق حاجة السوق ما أدى لرفع الأسعار فيهما."

وأضاف خان، في مقابلة مع برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN": "السعودية وإندونيسيا وتركيا هي الدول التي يجب أن يتوجه إليها المستثمرون المعتادون على القيادة وليس على السير خلف من يقودهم."

وحول التحديات التي تعاني منها بعض المراكز المالية في المنطقة، مثل دبي، والتي غادرتها بعض المراكز الاستثمارية الدولية بسبب ضعف الأداء الاقتصادي والصفقات قال خان: "المنطقة في وضع جيد على صعيد الاستعداد للاستثمار، وبالتالي فإن من ينسحب هم أصحاب النظرة الاستثمارية القصيرة الأمد."

وتابع بالقول: "أما الذين يتطلعون إلى استثمارات وشراكات إستراتيجية، مثلنا نحن، والذين يهتمون بنقل الاستثمارات من آسيا إلى المنطقة وبالعكس، يجدون الكثير من فرص النمو المتميزة سواء في الخليج أو في دول الربيع العربي."