دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تنوعت اهتمامات المدونين العرب لهذا الأسبوع بالتركيز على مجريات الأحداث في سوريا، إضافة إلى تعليقاتهم بشأن الحكومة المصرية برئاسة هشام قنديل، إلى جانب تعليق ساخر من المدون اللبناني خضر سلامة على استخدام مصطلح "خبير استراتيجي" في المنابر الإعلامية.
فعبر مدونة "طباشير" كتبت المدونة السورية شيرين الحايك، تحت عنوان "هشام" تقول: " لم يعد يفصلنا عن اللحظه التي يعلن ُ فيها إسقاط النظام رسميا ً في سوريا الكثير، إنهياراته الداخلية والخارجية باتت تبدو أكثر وضوحاً. وحشية النظام التي صارع َ فيها الشعب السوري على مدى عام ٍ ونصف من الإجتياح الوحشي المخيف لجسد الثورة بدأت تتحوّل لوحشيّة داخلية يأكل فيها النظام نفسه و يلتهم ذاته."
وتابعت بالقول: " كتب لي هشام، هشام هو شاب لا أعرفه ُ من حمص، منذ ُ فترة ٍ بإيميل لم أتمكن حتّى هذه اللحظة من الإجابة عنه ُ. تحت عنوان " كان يوما ً حزينا ً"، كتب هشام عن كيفَ يمكن للحياة أن تسقط مع سقوط النظام، عن كم إستهلكت هذه الحريّة القادمه من رحم ِ الشهداء من حياة، من حبّ، من تفاصيل عمرنا لدرجة أنّ شيئا ً لم يعد يمنع الحزن من أن يكون سيّد كلّ المواقف."
وتابعت الحايك بالقول: " الثورة لم تكن يوما ً ملكا ًلأحد، أو حكرا ًعلى أحد، لكنها من كلّ بد كانت تجد ُفرحتها الكبرى عندما يراقصها الشباب البسيط الثائر، الشباب الذي لربما كانت حياته ُ مكتوبة ًومرسومة ً بخطّ ٍ بيانيّ منذ الولادة، تمرّ بثلاثة أو أربعه أنكسارات ٍ فقط، وما عدا ذلك فهي َ خطّ مستقيم يصل ُ النقاط المتغيرة ببعضها ليس َ أكثر. الثورة كفتاة عاشقة تسكن ُ أجساد جميع من تحبّ لتنجب، فقط من الذين يعشقونها أكثر مما تعشقهم، براعم حريّة."
وعلى مدونة "جوعان"، كتب المدون اللبناني خضر سلامة تحت عنوان " محللون وخبراء ولكن"، يقول: " في خضم أحداث المنطقة، والتي لا تحتاج فيها إلى نشرة أخبار لتكتشف أنها خراب بخراب، ولا لتوقعات ماغي فرح 2013 لتتأكد أنه "ما ح يضل إبن مرا واقف ع إجريه"، سأترك كل أحداث هذه الأيام، وأفصح عن ما يزعجني فعلاً."
وتابع بالقول: " فمثلاً، لا يزعجني الملف النووي الإيراني، ولا الغاز القطري، ولامسألة السلاح الكيميائي عند نظام الأسد، ولا الصراع الجيوسياسي الروسي الأميركي، بقدر ما يزعجني "خبير استراتيجي" يتحدث عن كل ذلك، يعني بالمختصر، ماذا يفعل الخبير الاستراتيجي؟ ما هي مهنته؟"
وأضاف سلامة: " ونقفز إلى زعيم هؤلاء كلهم، الخبير العسكري، ومعظمهم، ضباط سابقون، تصور يا أخي، خبير عسكري عربي! من بلاد جيوشها هزمت في ثلاثة حروب نظامية، وتكسرت تاريخيا أمام جميع أنواع الكفوف الأجنبية، و"العصابات المسلحة" وتفرغت منذ ثلاثين عاماً، للاستعراضات السنوية، ولحملات التنظيف والتحريج، وهواية تربية الكروش وجمع الأوسمة."
واختتم سلامة تدوينته بالقول: " عزيزي القارئ، إنتبه من هذه الأنواع من الكائنات الطفيلية على شاشتك، محلل اقتصادي يستفيض في شرح آثار غياب سعد الحريري على المداولات في بورصة سوق الأحد، خبير استراتيجي يتحدث عن تأثير سعر البطاطا على العلاقات الدولية لنجوى كرم مثلاً، وخبير عسكري يستعرض حقيقة تهديد الدرع الصاروخي لصدارة لبنان في قائمة استهلاك مسعل التفاحتين، إلخ."
وعلى مدونة "لقمة عيش"، كتب المدون المصري أبو المعالي فايق تحت عنوان "أهي وزيارة جديدة حقا" يقول: " تمخض الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء فولد وزارة مشوهة فلا هي بالوزارة الجديدة ولا هي بالوزارة القديمة ولا هي بالوزارة المتميزة، فحينما تقرأ اسم وزير كوزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين تجد نفسك مضطرا إلى أن تستدعي ذاكرتك زعيم الأغلبية البرلمانية للحزب الوطني المنحل الدكتور عبدالأحد جمال الدين، والسؤال الذي يطرح نفسه من كان وراء فوز عبد الأحد جمال الدين في انتخابات 2005."
وتابع فايق بالقول: "وكنا نظن أن وزارة ثورية ستخرج نتغنى بها للأجيال، وربما يكون الوزير الوحيد في وزارة الدكتور هشام قنديل هو السيد وزير العدل المستشار أحمد مكي الذى ربما يكون تم اختياره كعملية تحد ورد على تصريحات المستشار أحمد الزند وربما لولا تلك التصريحات لأبقوا على وزير العدل السابق."
وأضاف فايق بالقول: "يؤسفني أن أقول إن ما حدث في تشكيل الوزارة الجديدة لا يرقى إلى مستوى وزارة جاءت عقب ثورة، وأقصى ما يقال عنها أنها وزارة جاءت بعد عملية إصلاح أوترميم سرعان ما تنهار، إذا كانت مثل تلك الوزارة منوط بها تنفيذ برنامج المائة يوم فنحن أمام عمل عشوائي لا يستند إلى أي معايير سوى معيار "نديهم فرصة"، وهذا المعيار قد يكون مقبولا لطالب ثانوي يريد تحسين مجموعه، لكن لا يجوز أن نطبق هذا المعيار في وزارة مهمتها وضع مصر على خطى ثابتة وصحيحة، ولا يتصور أحد أن انحيازنا للدكتور محمد مرسي مرشحا ورئيسا سيجعلنا أن نغمض العين على الأخطاء التي يقع فيها هو أو رئيس وزرائه."
واختتم فايق تدوينته بالقول: "إن سياسة المجاملة، وسياسة الطبطبة، وسياسة تطييب الخاطرلا تبنى دولة.. بل هي المعول الأول في هدم الجدار، وعلى السيد رئيس الوزراء أن يتدارك هذا الخطأ، والشعب لا يتحمل ولن يتحمل سياسة التجارب مرة أخرى، لله ثم للتاريخ أقول إن وزارة الدكتور هشام قنديل ليست بأفضل من أي وزارة من وزارات. النظام السابق باستثناء وزير العدل الذي أعتقد أنه لن يصمد طويلا في ظل منظومة غير واضحة المعالم. نأمل تصحيح الخطا فورا قبل أن يتم تصحيحه من ميادين تحرير مصر."