دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلن قياديون في جماعة "الإخوان المسلمون" عزمهم رفع دعوى قضائية ضد عدد من الصحف المصرية، بسبب نشرها تفاصيل حول ما وصفوه بـ"شائعة" محاولة اغتيال الرئيس، الدكتور محمد مرسي، أثناء وجوده بمدينة الإسكندرية الجمعة الماضية.
ونقل الموقع الرسمي لحزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، عن رئيس لجنة الشؤون القانونية لفرع الحزب بالإسكندرية، مجدي عثمان، نفيه للخبر الذي أوردته صحيفة "الأهرام"، كبرى الصحف القومية في مصر، وتداولته بعض المواقع والصحف والقنوات الفضائية، بشأن محاولة الاغتيال المزعومة.
كما أورد موقع الحزب، الذي كان يترأسه مرسي أثناء خوضه سابق الانتخابات الرئاسية عن عثمان قوله إن "الجريدة ادعت أن هناك شخصا يدعى (محب فوزي عازر) هو صاحب الواقعة، وأن المحضر رقم 33622 إداري محرم بك، وأنه تم التحقيق معه بمعرفة النيابة."
وأضاف عثمان أنه بعد الرجوع لنيابة "محرم بك"، لمتابعة أصل الموضوع، تبين أنه لا يوجد رئيس نيابة بالاسم الذي ذكرته الأهرام "محمد نوار"، ولا يوجد أصلاً محضر بهذا الرقم، حيث إن رقم القيد الإداري لنيابة محرم بك لم يصل إلى هذا الرقم في القيد الإداري.
وتابع القيادي الإخواني أنه سوف يتقدم ببلاغ ضد بوابة الأهرام، باعتبارها أول صحيفة تنشر هذا الخبر، والجرائد التي نشرت، وكذلك الفضائيات، معتبراً أن "هذا الخبر من قبيل إشاعة الفوضى والأخبار الكاذبة في المجتمع، وهو ما يحرمه القانون"، بحسب قوله.
من جانبها، رفضت مصادر أمنية، تحدثت معها CNN بالعربية، نفي أو تأكيد الأنباء الخاصة بإحباط محاولة اغتيال الرئيس محمد مرسي، أثناء وجوده بالإسكندرية الجمعة الماضية، وقالت المصادر إنها ليس لديها معلومات حول تحقيقات تجريها النيابة بشأن المحاولة المزعومة.
إلى ذلك، قال نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الدكتور عصام العريان، في اتصال هاتفي مع CNN بالعربية، إنه ليس لديه أيضاً "معلومات دقيقة" عن هذا الأمر، مشيراً إلى أنه اطلع على الخبر الذي أوردته صحيفة الأهرام، وأضاف أنه سمع بعض الأنباء التي أفادت بأن البلاغ "كاذب."
كما أكد العريان أنه سيحاسب أي مسؤول بالحزب أدلى بتصريحات في هذا الاتجاه، خاصةً أن حزب الحرية والعدالة "ليس معنياً" بهذا الأمر، على حد قوله.
وكان موقع "بوابة الأهرام" قد ذكر، في تقرير له، أن تحقيقات موسعة قد بدأت فيما يُعتقد بأنه محاولة لاغتيال الرئيس مرسي، وقال إن نيابة "محرم بك" واصلت الاثنين تحقيقاتها في "واقعة إحباط الأجهزة الأمنية لمحاولة اغتيال الرئيس، في تكتم وسرية تامة."
وأشار الموقع شبه الرسمي، إلى أن أجهزة الأمن تمكنت من إلقاء القبض على "المخطط الرئيسي للمحاولة"، ويُدعى محب عازر، يبلغ من العمر 28 عاماً، قبل ساعات من وصول مرسي إلى الإسكندرية، حيث أدى صلاة الجمعة، كما عقد مؤتمراً جماهيرياً بالمدينة الساحلية.
وبحسب الصحيفة، فإن التحقيقات، التي تجريها النيابة العامة بالإسكندرية، تحت إشراف محمد نوار، رئيس نيابة محرم بك، في القضية التي قيدت برقم 33622 لسنة 2012 إداري محرم بك، قد كشفت أن المتهم، وهو مسيحي أشهر إسلامه عقب ثورة 25 يناير/ كانون الثاني من العام الماضي.
وأشارت إلى أن "قوة أمنية كبيرة" داهمت منزل المتهم مساء الخميس، وتمكنت من إلقاء القبض عليه، أثناء قيامه بوضع اللمسات الأخيرة لمحاولة اغتيال مرسي، حيث عثرت على خرائط للأماكن المتوقع وجود الرئيس بها، والشوارع التي من الممكن أن يمر بها خلال زيارته للمدينة.
وتابعت الصحيفة أن هذا الأمر يفسر استقلال الرئيس مرسي لطائرة هليوكوبتر أثناء زيارته للإسكندرية، وهو الأمر الذي كان بمثابة "مفاجأة" أن يتحرك الرئيس بطائرة وسط المدينة، ويهبط في مكان مخصص للطوارئ بمستشفى القوات المسلحة بحي "سيدي جابر" بالإسكندرية.
كما عثرت أجهزة الأمن، بحسب الصحيفة، على أجهزة تنصت، وأجهزة تشويش على الاتصالات اللاسلكية، كان المتهم يسعى من خلالها لقطع الاتصال بين أفراد حراسة الرئيس، وللحرص على عدم تواصلهم معاً، لإحداث نوع من الارتباك والخلل في أداء الحراسة لمهامها، أثناء تنفيذ محاولة الاغتيال.
وأشارت الصحيفة أيضاً إلى العثور على أسلاك سوداء صغيرة، يتم استخدامها في صناعة القنابل الزمنية، بالإضافة إلى "العديد من قنابل المولوتوف"، كما عثر بمنزل المتهم على كتب ممنوع تداولها، تحمل أسماء "احتراف القتل بطرق معينة" و"الجاسوسية"، حيث تم تحريزها وعرضها على النيابة العامة.