باريس، فرنسا (CNN) -- دعت وزيرة الخارجية الأمريكية إلى "العمل بقوة" من أجل نقل الملف السوري في مجلس الأمن إلى ميدان القرارات الصادرة تحت إطار الفصل السابع، وفرض حظر تسلح على دمشق، بينما أبدت قطر استعدادها لدعم الشعب السوري بما يحتاجه لـ"الدفاع عن نفسه،" بينما أعاد الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي التشديد على ضرورة وجود "ممرات إنسانية" بذلك البلد.
وقالت كلينتون، في كلمة ألقتها أمام اجتماع في باريس لمجموعة من الدول من أجل مناقشة الوضع في سوريا: "أعتقد أننا هنا بسبب شعورنا الكبير بالإحباط والغضب حيال ما يجري في سوريا،" وتمنت الوزيرة الأمريكية أنه تسير خطة المبعوث الدولي، كوفي عنان، قدماً، رغم الأدلة التي تناقض ذلك.
وذكّرت كلينتون الحكومة السورية بأن الخطة التي تتكون من ست نقاط هي حزمة واحدة، ولا يمكن لدمشق تطبيق بنود منها وترك بنود أخرى.
أما وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، فقال من جهته إن فشل خطة عنان سيعني وقوع سوريا في أتون الحرب الأهلية، وقال للصحفيين: "لا يمكننا الانتظار أكثر، علينا التحرك بسرعة أو سيكون علينا النظر في الخيارات الأخرى التي يمكن لمجلس الأمن أو المجتمع الدولي النظر بها."
أما الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الذي كان يتحدث في لقاء إذاعي قبل انعقاد المؤتمر، فقد أعاد التشديد على ضرورة تأسيس "ممرات إنسانية" في سوريا من أجل إيصال المساعدات الغذائية والصحية للمدنيين.
وأعتبر الرئيس الفرنسي أن هذا الأمر سيساعد أيضاً على تقوية المعارضة السورية قائلاً: "نريد (أيضا) تقوية الدول العربية المحيطة بسوريا التي ترغب في التحرك."
أما وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، فتحدث بعد المؤتمر، معيدا التأكيد على موقف بلاده الداعي لمساعدة الشعب السوري على الدفاع عن نفسه حتى عبر مده بالسلاح.
وقال الفيصل: "هناك مذبحة بسوريا وكلنا نسعى لإيقافها، والغريب بالأمر أن المجال متاح لمن يقوم بهذه الجريمة للتسلح وشراء الإمكانيات التي يستخدمها لقتل الأبرياء ولا يسمح للأبرياء بالدفاع عن أنفسهم، وهذا أمر غريب، وهذا ما تناولناه، إذ قلنا إنه إذا كان الموقف الدولي على شكله الحالي فلا بد من مساعدة الشعب السوري."
من جانبه، قال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، في كلمته بمؤتمر باريس الذي ضم وزراء خارجية نحو أربع عشرة دولة عربية وغربية، إن الهدف هو "إعادة تأكيد الدعم لخطة عنان،" غير أنه دعا لودود خطط عمل ورؤية واضحة "تتجاوز خطط الأمم المتحدة" من أجل التعامل مع النظام السوري "إذا تطلب الأمر."
وأضاف آل ثاني: "الأمر أصبح ملحاً وضرورياً أن نحدد آلية بديلة من أجل أن نوفر الدعم والمساندة للشعب السوري وأن نضع حداً لحمام الدم المستمر وضمان أن لا يتم التحايل على مبادرة عنان."
وأعلن آل ثاني أن العديد من الدول بما فيها دولة قطر "مستعدة وقادرة على أن تقدم للشعب السوري كافة أشكال الدعم من أجل أن يدافع عن نفسه ضد العنف الذي يمارسه النظام." مشدداً على ضرورة ألا يصار إلى "ترك الشعب السوي وحده في هذه الظروف الصعبة."