واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أقرت إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لأول مرة، بأن القوات الأمريكية تشارك بشكل مباشر، في الحرب على "الجماعات الإرهابية" في كل من اليمن والصومال، في الوقت الذي أكد فيه الجيش اليمني أنه تمكن، بمساعدة اللجان الشعبية، من استعادة السيطرة على المدن الرئيسية بمحافظة أبين، جنوبي اليمن، والتي كان تنظيم "القاعدة"، أعلنها إمارة إسلامية قبل عام.
ووجه الرئيس الأمريكي رسالة إلى الكونغرس الجمعة، أبلغه فيها بتفاصيل حول العمليات التي تقوم بها القوات الأمريكية في كلتا الدولتين العربيتين، واللتين تشهدان نشاطاً ملحوظاً للعناصر المسلحة، التي يُشتبه في انتمائها لتنظيم القاعدة، أو الجماعات المنضوية تحت لوائه، كما تشهد اضطرابات سياسية، دفعت بالرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، إلى التخلي عن السلطة لنائبه، عبد ربه منصور هادي.
وحول عمليات قوات بلاده في الصومال، قال أوباما: "في عدد قليل من الحالات، أقدم الجيش الأمريكي على القيام بعمل مباشر في الصومال، ضد عناصر في القاعدة، بالإضافة إلى أولئك الذين هم أيضاً أعضاء بحركة الشباب، الذين يتعاونون معاً وينسقون جهودهم لشن هجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة، ومصالحنا" في المنطقة.
كما أشار الرئيس الأمريكي إلى أن قوات بلاده تقوم بالعمل مع اليمن، للقضاء على الجماعات المرتبطة بالقاعدة هناك، في إشارة إلى جماعة "أنصار الشريعة"، التي كانت تسيطر على مناطق واسعة في جنوب اليمن، قبل أن يبدأ الجيش اليمني عملية أسماها "السيوف الذهبية"، بهدف "تطهير" تلك المناطق من عناصر تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية."
وانضمت الإدارة الأمريكية إلى الحكومة اليمنية في تصديها لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذي تعتبره واشنطن أخطر تهديد للأمن القومي، حيث أجاز البيت الأبيض، ففي 25 أبريل/ نيسان الماضي، تصعيد الهجمات الجوية باستخدام طائرات بدون طيار، ضمن برنامج يُعرف باسم "ضربات التوقيع"، لاستهداف قيادات القاعدة في اليمن.
وكانت مصادر عسكرية في وزارة الدفاع اليمنية قد أكدت لـCNN بالعربية، في وقت سابق، أن فريقاً فنياً أمريكياً، برئاسة نائب مدير الخطط والبرامج في القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى، العميد رولف غروفر، عقد سلسلة اجتماعات مع الفريق العسكري الفني في اليمن، المكلف بإعداد تصورات واتجاهات العمل وإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن.
يشار إلى أن التعاون العسكري بين اليمن والولايات المتحدة قائم منذ سنوات، ويعتقد أن البلدين يشتركان في عمليات تستهدف تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، الذي ينشط على الأراضي اليمنية منذ سنوات، وتتعرض مواقعه لغارات يعتقد بأنها تنفّذ من قبل طائرات أمريكية تعمل دون طيار، إلا أن واشنطن كانت غالباً ما تمتنع عن كشف تفاصيل بشأن تلك الغارات.