دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- شجبت الولايات المتحدة، الثلاثاء، حملة قمع تصدت بها الحكومة السودانية لاحتجاجات مناوئة لها منذ انطلاقها بالعاصمة الخرطوم وعدد من المدن السودانية، فيما أبدت بريطانيا قلقها تجاه القيود المتزايدة المفروضة على حرية التعبير هناك.
وأشارت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، إلى أنباء عن تعرض محتجين للضرب والاعتقال وسوء المعاملة داخل مراكز الاحتجاز الحكومية."
وجاء في بيان المتحدثة باسم الخارجية، فيكتوريا نولاند،: "حكومة تحترم حقوق مواطنيها في حرية التعبير والاحتجاج السلمي لرفع شكاويهم لا تستجيب لمثل هذه الاحتجاجات باستخدام عنف غير ضروري."
وأضافت: "الأسلوب الصارم الذي اتخذته قوات الأمن السودانية غير متناسب ويبعث على بالغ القلق."
واستطردت: " الإستمرار في الحرب بجنوب كردفان والنيل الأزرق، والإخفاق في إبرام إتفاق مع حكومة جنوب السودان في النفط و التجارة لا تثمر إلا في تعميق أزمات السودان الإقتصادية".
وانطلقت الاضطرابات باحتجاجات طلابية لإبداء رفضها لحزمة قرارات تقشفية اتخذتها الحكومة لمواجهة أزمة اقتصادية طاحنة بعد فقدان السودان عائدات النفط مع انفصال الجنوب.
واتسعت رقعة الاحتجاجات لتنضم إليها مناطق أخرى بولاية الخرطوم، ودعت عناصر الأمن السودانية لتواجه بالحسم القوي والفوري لتلك التظاهرات.
ومن جانبها أعربت الحكومة البريطانية، وعلى لسان وزير شؤون أفريقيا، هنري بيلنغهام، عن قلقها تجاه القيود المتزايدة المفروضة على حرية التعبير في السودان.
وأضاف بيلنغهام في بيان: "يقلقني اعتقال عدد من الصحفيين والنشطاء السياسيين.. أهيب بالحكومة السودانية احترام حق شعبها بالتعبير عن الرأي."
ودعا السلطات السودانية للإفراج الفوري عن المعتقلين، لافتاً إلى أن هذه المظاهرات "تؤكد مجددا ضرورة مضي الحكومة السودانية بعملية إصلاح تلبي احتياجات وتطلعات الشعب السوداني ضمن إطار منفتح وديمقراطي."
وكان مسؤولون سودانيون قد اتهموا عناصر "أجنبية" بالمشاركة فيما أسموه بـ"أعمال الشغب"، التي شهدتها الخرطوم وعدد من المدن السودانية في الأيام السابقة.
ومن جانبه، قلل الرئيس السوداني، عمر البشير، من شأن تلك الاحتجاجات ووصف المحتجين بـ"شذاذ الآفاق" و"المخربين"، وأن الحكومة قادرة على مواجهتهم بإنزال "مجاهدين حقيقيين."
وكان مسؤول سوداني قد اتهم قوى سياسة معارضة بالداخل وأخرى دولية بلعب دور في تحريك احتجاجات تشهدها السودان منذ أكثر من أسبوع.