دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعد سلسلة نفي من قبل السلطات السورية، وفي أكثر من مناسبة، مسؤولية القوات الحكومية عن "المجزرة" التي شهدتها بلدة "التريمسة" أواخر الأسبوع الماضي، عاد متحدث حكومي رفيع ليؤكد أن ما جرى في البلدة ليس إلا "عملية عسكرية"، ضد من وصفهم بـ"مجموعات إرهابية مسلحة."
وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية والمغتربين، جهاد مقدسي، في مؤتمر صحفي الأحد، إن الوزارة تسلمت مساء السبت، رسالة من مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، كوفي عنان، حول ما جرى في قرية التريمسة، واصفاً الرسالة بأنها "لم تستند إلى حقائق ما جرى في هذه القرية، وهي رسالة متسرعة إلى أبعد الحدود."
وذكر مقدسي، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الرسمية، أن "ما جرى في التريمسة، هو أن مجموعات مسلحة غزت القرية، وروعت الناس، وتمركزت فيها، وأقامت مقرات قيادة، وهاجمت نقاط قوات حفظ النظام"، مؤكداً أن "قوات الجيش لم تستخدم أي أسلحة ثقيلة، بعد دخول القرية، استجابة لنداءات المواطنين."
وأشار المتحدث الحكومي إلى أن الاشتباكات بين عناصر حفظ النظام، و"المجموعات الإرهابية المسلحة" في التريمسة، استمرت عدة ساعات، ولم يتم استخدام الأسلحة الثقيلة خلالها، بل عربات نقل، وأسلحة خفيفة، أثقلها قواذف الـ"آر بي جي"، بحسب قوله.
وأضاف أن "الأضرار لحقت بخمسة مبان فقط"، معتبراً أن "هذا يدل على أنها كانت مقرات للمجموعات الإرهابية المسلحة، تمارس من خلالها الاعتداء على قوات حفظ النظام والمواطنين."
وأعاد مقدسي التأكيد على أن "ما جرى في التريمسة ليس مجزرة، بل عملية عسكرية، واشتباك بين الجيش ومجموعات مسلحة، لا تؤمن بالحوار والحل السياسي"، لافتا إلى أن من قتل في التريمسة هم من المسلحين، وعددهم 37 مسلحاً، واثنان من المدنيين.
كما شدد على أن "من يحمل السلاح ضد الدولة، سيكون في مواجهة مع الجيش العربي السوري، ونحن نرحب بمن يريد الحوار.. ووثقنا أكثر من عشرة آلاف خرق من المجموعات المسلحة لخطة عنان."
يُذكر أن المتحدثة باسم بعثة المراقبين التابعة للأمم المتحدة، سوسن غوشة، قد ذكرت في وقت سابق، أن فريق المراقبين الذي تمكن من الدخول إلى بلدة التريمسة السبت، عثر على أدلة تؤكد تعرض البلدة لقصف بالأسلحة الثقيلة، وقذائف المورتر، وكذلك الأسلحة الخفيفة. (مزيد من التفاصيل)
يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من صحة المعلومات الميدانية نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.