لوس أنجلوس، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- اعتقلت أجهزة الأمن في ولاية كاليفورنيا الأمريكية الخميس، منتج الفيلم المسيء للنبي محمد "براءة المسلمين"، نقولا باسيلي نقولا، على خلفية اتهامه بمخالفة قواعد الإفراج المشروط عنه في قضية احتيال مالي، لاستخدامه اسم مستعار في إنتاج الفيلم الذي أثار موجة غضب واسعة في العديد من الدول الإسلامية.
وقالت القاضية سوزان سيغال، التي أمرت بإيداع المتهم السجن دون إمكانية الإفراج عنه بكفالة مالية، في حيثيات قرارها، "إنه تورط في أعمال تخالف كل من قواعد المراقبة الأمنية، وكذلك قواعد قرار المحكمة بالإفراج المشروط عنه."
وبدأت جلسة الاستماع، التي مثل فيها نيقولا أمام المحكمة في لوس أنجلوس الخميس، بتوجيه القاضية سيغال سؤالاً للمتهم، الذي كان يرتدي بنطالاً رمادياً فضفاضاً وتي شيرت أبيض بخطوط صفراء، عن اسمه الحقيقي، فأجاب: "مارك باسيلي يوسف"، إلا أن القاضية أعادت سؤاله مرة أخرى: "ما هو اسمك؟".. فأجاب هذه المرة بقوله: "مارك باسيلي."
من جانبه، طلب محامي المتهم، الذي تشير أوراق القضية إلى أنه كان يستخدم نحو 17 اسماً مستعاراً، كان معظمها يتضمن اسم نقولا، الإفراج عن موكله بكفالة مالية قدرها 10 آلاف دولار.
وقال المحامي ستيف سيدان إن موكله كان على اتصال دائم، سواء شخصياً أو عبر الهاتف، بالضباط الذين كانوا يتولون مراقبته، منذ إطلاق سراحه المشروط في قضية الاحتيال المالي عام 2010.
وأضاف المحامي أن هناك دافع رئيسي آخر يمنع إيداع موكله السجن، وهو لأسباب أمنية، مشيراً إلى أن قيامه بإنتاج الفيلم المسيء للإسلام قد يجعله عرضة للإيذاء من قبل مسجونين آخرين.
وتابع قائلاً: "من الخطر عليه أن يبقى قيد الاحتجاز في مركز التوقيف متروبوليتان بلوس أنجلوس، لأن عدد كبير من المسلمين محتجزون هناك"، واستطرد بقوله: "إننا قلقون جداً بشأن سلامته."
وتضمنت قواعد الإفراج المشروط عن نقولا في قضية الاحتيال المالي، منعه من استخدام أسماء مستعارة، أو استخدام أجهزة الكمبيوتر أو أي أجهزة أخرى يمكنه من خلالها الاتصال بشبكة الإنترنت، دون الحصول على إذن من الضباط القائمين بمراقبته.
وتوارى منتج الفيلم المسيء للإسلام عن الأنظار في أعقاب بث فيلمه على شبكة الإنترنت، تزامناً مع الذكرى الـ11 لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2011، مما أثار احتجاجات غاضبة وأعمال عنف دامية في عدد من الدول العربية والإسلامية، راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، بالإضافة إلى السفير الأمريكي لدى ليبيا، كريس ستيفنز، الذي قُتل مع ثلاثة أمريكيين آخرين، في هجوم صاروخي استهدف القنصلية الأمريكية في بنغازي.