بيروت، لبنان (CNN) -- تسارعت التطورات الأمنية والسياسية في لبنان ليل الأحد، بعد العثور على جثث لأربعة أشخاص يرجح أنهم ينتمون إلى عشائر شيعية في منطقة البقاع الشمالي المحاذية لسوريا، ونصب مسلحون حواجز على طرق مؤدية لبلدة سنية في المنطقة، بينما نفذ الجيش انتشارا واسعا في المنطقة.

وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن الوضع الأمني في منطقة البقاع "توتر إثر مقتل أربعة أشخاص عثر عليهم في منطقة نائية داخل سيارة دون أن تتضح الأسباب، قد أقام محتجون من أقارب أحد القتلى حاجزا على طريق مؤدية إلى بلدة عرسال السنيّة التي كانت قد شيعت قبل أيام أحد أبنائها بعدما قتل بكمين لم تتضح خلفياته بعد.

وقالت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني بعض مناطق بعلبك والهرمل شهدت حالة من التوتر "تخلله انتشار مظاهر مسلحة في عدد من بلدات هذه المناطق وطرقاتها. وعلى أثر ذلك قامت وحدات الجيش بتسيير دوريات راجلة ومؤللة وإقامة حواجز في مختلف أرجاء المنطقة، ولا تزال تقوم بمهماتها لإخلاء كافة المظاهر المسلحة."

ودعا الجيش اللبناني جميع المواطنين والعائلات البقاعية إلى "التعالي على الجراح وضبط النفس والتحلي بالصبر في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد" مؤكدا عدم السماح باستغلال الحادث "بغية ضرب الوحدة الوطنية وتقويض ركائز العيش المشترك بين أبناء المجتمع الواحد" على حد تعبيره.

من جانبهم، أصدر أهالي عرسال بيانا قالوا فيه إنهم تلقوا نبأ سقوط القتلى الأربعة "بمزيد من الأسى" مؤكدين أنهم يستنكرون "أشد الاستنكار الاعتداء على المدنيين أيا كانت هويتهم، وخاصة عشائر وأهلي منطقتنا،" محذرين من "إشعال نار الفتنة المذهبية التي ننكرها ونبغضها."

يذكر أن المنطقة تشهد توترا كبيرا منذ أشهر على خلفية الانقسامات الطائفية فيها والخلافات حول الموقف من الوضع في سوريا، وسبق أن تعرضت مناطق البقاع الشمالي في لبنان إلى قصف من جانبي السلطة والمعارضة في سوريا، كما شكلت منطلقا لمجموعات حزب الله في تدخلها العسكري بريف حمص، وتخلل ذلك موجة من عمليات الاختطاف على خلفية مذهبية بين السنة والشيعة.