"قفزة جديدة" في أسعار السلع الأساسية بمصر.. وتجار يوضحون الأسباب
القاهرة، مصر (CNN)-- ارتفعت أسعار عدد كبير من السلع الأساسية والمعادن في مصر، بشكل لافت خلال الأيام الماضية، وكانت اللحوم من أبرز تلك السلع حيث بلغ سعر الكيلو 400 جنيه (12.95 دولار)، فيما اقترب سعر طن الحديد من 60 ألف جنيه (1941.76 دولار).
وأرجع تجار أسباب هذه الزيادات الضخمة إلى ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصري في السوق الموازية متجاوزا 65 جنيها، واستمرار تداعيات نقص النقد الأجنبي على حجم المعروض من السلع والمواد الخام اللازمة للإنتاج.
ووفقا لبوابة الأسعار التابعة لمجلس الوزراء المصري، زاد متوسط أسعار عدد من السلع الأساسية والخضروات والفاكهة خلال الاثنين، منها ارتفاع سعر المكرونة المعبأة بنسبة 2.48% ليصل الكيلو إلى 26.83 جنيه (0.87 دولار)، والعدس المعبأ بنسبة 2.22% ليصل الكيلو إلى 61.36 جنيه (1.99 دولار)، والطماطم بنسبة 3.9% ليصل إلى 9.32 جنيه (0.30 دولار) للكيلو، والفلفل بنسبة 0.12% ليصل إلى 14.7 جنيه (0.48 دولار) للكيلو، والجزر بنسبة 17.93% ليصل إلى 11.05 جنيه (0.36 دولار) للكيلو.
وقال عضو شعبة القصابين بالغرفة التجارية بالجيزة، سعيد زغلول، إن أسعار اللحوم ارتفعت حيث اقترب سعر الكيلو من 400 جنيه (12.95 دولار)، نتيجة زيادة سعر الدولار أمام الجنيه في السوق الموازية متجاوزا أكثر من 60 جنيه مما انعكس على ارتفاع تكلفة الإنتاج الحيواني؛ لأن مصر تستورد نسبة 90% من احتياجاتها من الأعلاف، وكذلك اللحوم المستوردة من الخارج.
ووفقا لبوابة الأسعار، بلغ متوسط سعر اللحوم 330 جنيها (10.68 دولار) للكيلو، والدواجن 92.71 جنيه (3 دولارات) للكيلو.
وذكر زغلول، في تصريحات لـCNN بالعربية، أن أسعار اللحوم زادت بنسبة 70% خلال آخر 6 شهور نتيجة ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازية، وغياب الرقابة على التجار المتحكمين في أسعار الأعلاف، وعوامل موسمية نتيجة تراجع الأعلاف خلال فصل الشتاء، وربط زيادة سعر اللحوم سواء البلدي أو المستوردة خلال الفترة المقبلة بسعر الدولار في السوق الموازية.
وتستورد مصر 45% من احتياجاتها من اللحوم الحمراء من الخارج من دول مختلفة أبرزها السودان، وتراجع الاستيراد منها منذ اندلاع الحرب هناك، كما تستورد من الصومال، وكينيا، وتنزانيا، وتشاد، والهند والبرازيل، وفقا لتصريحات وزير التموين علي المصيلحي.
وشدد عضو شعبة القصابين على ضرورة زيادة إنتاج الأعلاف محليا، والاهتمام بمشروعات الثروة الحيوانية، لزيادة حجم الإنتاج المحلي من اللحوم لتلبية طلب السوق، من خلال التوسع في دعم مشروعات تربية صغار المزارعين لسلالات من الأبقار بجودة وكميات ضخمة، والتوسع الأفقي والرأسي في زراعة الأعلاف.
وتواجه الحكومة زيادة أسعار اللحوم من خلال طرح لحوم حية ومذبوحة بالمنافذ التابعة لها وللجيش بأسعار 220 جنيها (7.12 دولار) لكيلو اللحوم الطازجة، و160 جنيها (5.18 دولار) للمجمدة.
وقال رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بالجيزة، أسامة الشاهد، إن السوق المحلي شهد زيادة "عشوائية" لعدد كبير من السلع خلال الساعات الماضية، نتيجة ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازية، غير أنه لفت إلى أن ارتفاع الأسعار لا تتماشى مع زيادة سعر الدولار بسبب نقص المعروض من السلع مما ضغط على الأسعار.
وركزت البرامج الحوارية الشهيرة على زيادة أسعار السلع الأساسية في الأسواق، ومنها سعر كيلو اللحوم لأكثر من 400 جنيهًا (12.95 دولار)، وطالب الإعلامي عمرو أديب بضرورة تدخل الدولة لتحقيق انضباط في أسعار السلع في السوق، وناشد التجار بوقف المزايدة في الأسعار؛ متخوفا من إحجام المواطنين عن شراء السلع خلال الفترة المقبلة بسبب عدم قدرتهم على شرائها.
وأوضح الشاهد، في تصريحات لـCNN بالعربية، أن الشركات تواجه تحديا في ارتفاع تكلفة استيراد السلع من الخارج، بسبب تلبية احتياجاتها من النقد الأجنبي من السوق الموازية مما يكلفها أعباء إضافية متعددة سواء التكلفة الإضافية لشراء الدولار من السوق الموازية لتدبير المبالغ المطلوبة للاستيراد، إضافة إلى خسائر ضريبية من الأرباح الوهية المحققة من فارق سعر الدولار في البنوك والسوق الموازية.
وعاد ظهور السوق الموازية للدولار في مصر مرة ثانية نتيجة نقص النقد الأجنبي في البلاد بعد خروج أكثر من 20 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة، وارتفاع فاتورة الاستيراد من الخارج في أعقاب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، ويتراوح سعر الدولار أمام الجنيه في السوق الموازية بين 61-67 جنيهًا، وفقا لمتعاملين وتطبيقات للأسعار.
ولفت أسامة الشاهد إلى تأثير التوترات في باب المندب على حركة التجارة الصينية القادمة لمصر، حيث تسببت في تحويل مسار السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح مما زاد من تكلفة الشحن، وأثر على توافر المكونات ومستلزمات الإنتاج المستخدمة في تصنيع عدد كبير من السلع، مشيرا لأبرز السلع التي زادت خلال الشهر الحالي وهي الألومنيوم، والخشب، والأجهزة الكهربائية والمنزلية، كما ارتفعت أسعار السلع الاستراتيجية وعلى رأسها السكر والزيت والأرز والبقوليات والجبن.