كل ما قد تود معرفته عن أول محاكمة على الإطلاق ضد نظام بشار الأسد في ألمانيا
في مدينة ألمانية صغيرة، يبدأ الطريق الطويل للعدالة أمام سوريا، مع نهاية عقد من الإفلات من العقاب لبعض أسوأ الأعمال الوحشية في عصرنا. إذ أن المحكمة في كوبلنز هي الأولى في العالم التي تحاكم عضوًا سابقًا في نظام الأسد لجرائم ضد الإنسانية.
قبل عام، حكمت على أحد الجناة غير البارزين بالسجن أربع سنوات ونصف عن دوره في القضية.
ولما يقرب من عامين، استمعت المحكمة إلى الفظائع التي تكشفت على بعد بآلاف الكيلومترات في مرافق الاحتجاز في دمشق - حيث يُزعم أن العقيد أنور رسلان أشرف على تعذيب ما يصل عددهم إلى 4 آلاف من المعتقلين، والاعتداء الجنسي وموت العشرات في الأيام الأولى من الثورة.
انشق رسلان في عام 2012 وفر لاحقًا إلى ألمانيا حيث لحقه ماضيه.
تعرض الموسيقي وسيم مقداد إلى التعذيب قبل 10 سنوات، ويقول إنه تأثر بالصدمة منذ ذلك الحين. عيش تلك الصدمة مجددًا ومواجهة سجانه - كما يقول - كان واجبًا تجاه أولئك الذين لم يتمكنوا من النجاة لإخبار قصصهم.
و كان النشطاء يجمعون أدلة على تعذيب النظام قبل فترة طويلة من هذه المحاكمة. ففي عام 2014، ظهرت بعض أكثر الأدلة المرئية المزعجة للتعذيب الذي ترعاه الدولة، بعد أن ظهور صور لآلاف المعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب حتى الموت في سجون الأسد تم تسريبها إلى خارج سوريا على يد منشق عسكري يُطلق عليه اسم قيصر.
ولكن إلى حين هذه المحاكمة، لم تتم مساءلة أي شخص، فالطريق إلى المساءلة الدولية أوقفته روسيا والصين، حليفا النظام.
لكن هذا بدأ بالتغير الآن. ففي ألمانيا وفي بلدان أوروبية أخرى، وجد الضحايا مسارًا جديدًا للعدالة بموجب القضاء العام - مبدأ قانوني يسمح للمحاكم بمقاضاة الجرائم الجسيمة ضد القانون الدولي- مهما كان المكان الذي اقترفت فيه.
تقدّم كرس أنور البني حياته له، فمحامي حقوق الإنسان هذا كان قوة دافعة وراء هذه المحاكمة وقضايا أخرى في أوروبا.
ويعتقد البني أن المحاكمة تبعث رسالة أمل، في وقت ظهر فيه الأسد على أنه الفائز في الحرب، وبدا أن الكثيرين في المجتمع الدولي حريصون على قلب الصفحة.