إيرانيون يضرمون النار بتمثال لأحد رموز الثورة الإسلامية.. وخبراء: الشباب فقد أمله بإحداث إصلاحات
يعيد الظلام في إيران المتظاهرين إلى الشوارع، وبسبب إيقاف شبه كامل للإنترنت من قِبل الحكومة، أصبح من الصعب علينا معرفة ما يحدث بالفعل.
لكن يبدو من مقاطع الفيديو أن العديد من الإيرانيين لم تردعهم الإجراءات الحكومية الصارمة أو التهديد بالاعتقال أو الرصاص.
يبدو الأمر وكأن إيران كانت حلقة لا تنتهي من الاحتجاجات على مدى العقدين الماضيين. لكن أولئك الذين يعرفون البلد يقولون إن كل شيء مختلف في الوقت الحالي.
فبحسب تريتا بارسي، نائب الرئيس التنفيذي في معهد كوينسي، فإن "هذه المرة وبسرعة كبيرة منذ البداية تقريبًا، بدأوا في تحدي ليس سياسات الجمهورية الإسلامية فقط، بل هيكلها نفسه. كما أنها تختلف من ناحية التركيبة السكانية. هؤلاء هم في الأساس من الشباب، جيل الشباب الذي فقد أمله تمامًا من إحداث إصلاحات في هذه الجمهورية الإسلامية".
وفي الشوارع كانت هناك مطالبات جريئة لتغيير النظام. بينما يُظهر مقطع فيديو من مدينة مشهد، مسقط رأس المرشد الأعلى، المتظاهرين يشعلون النار في تمثال لرجل يعتبر أحد رموز الثورة الإسلامية.
وفي يوم الإثنين، سارت مجموعة عبر العاصمة طهران وهم يهتفون ضد علي خامنئي.
لكن أعمال التحدي الجريئة من قبل الإيرانيات هو ما أذهل العالم، فمع دخول الاحتجاجات أسبوعها الثاني، ما زلن في الشارع، وما زلن يطالبن بحرياتهن وبحقوقهن المسلوبة منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
من جانبها، حشدت الحكومة الإيرانية أنصارها في مظاهرات كبيرة، ووصفت الاحتجاجات بأنها مؤامرة خارجية، وأنها من عمل بعض المرتزقة ومثيري الشغب الذين خلعوا حجاب المرأة بالقوة في الشوارع.
ولكن في الواقع، اندلعت الاحتجاجات التي عمت أرجاء البلاد بسبب الغضب حتى بين مؤيدي الحكومة بسبب وفاة مهسا أميني أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها. وتبدو الاحتجاجات بلا قيادة وعفوية.
وفي حين يتمسك العديد من الإيرانيين خارج البلاد بالأمل في أن تؤدي هذه الموجة الاحتجاجية إلى التغيير، يقول الخبراء إن النظام بعيد عن الانهيار، حيث أشار بارسي إلى أنه لا يعتقد " أنهم على وشك السقوط لأننا لم نشهد بعد الحجم الكامل لردود أفعالهم. لسوء الحظ، أخشى أننا سنشهد الكثير من إراقة الدماء قبل أن ينتهي كل هذا".
قد تسحق قوة النظام الكاملة هذه الاحتجاجات، لكنها لن تكون النهاية لجيل من الإيرانيين أكثر جرأة من أي وقت مضى.