هل تملك الولايات المتحدة أي تأثير فعلي على إسرائيل؟

الشرق الأوسط
نشر

تحدث مذيع CNN، فريد زكريا، مع الكاتبة في مجلة نيويوركر، روبن رايت، والأستاذ في جامعة جونز هوبكنز، ولي نصر، حول الكيفية التي يمكن بها للولايات المتحدة أن تعمل على تهدئة التوترات في الشرق الأوسط.

نستعرض لكم فيما يلي نص الحوار الذي دار بينهما:

محتوى إعلاني

فريد زكريا: روبن، يبدو لي أن إدارة بايدن تحاول تهدئة هذه الأزمة ويبدو أنها تشير إلى بيبي نتنياهو بأنها لن ترغب في رؤية المزيد من الإجراءات العدوانية ولن تدعمه إذا فعل بيبي شيئًا، لكنه حتى الآن كشف خداع بايدن في الكثير من هذه الأشياء. لقد توسع في غزة عندما وضع بايدن بعض الخطوط الحمراء. هل تعتقدين أولًا أن بايدن يحاول حقًا كبح جماحه؟ وثانيًا، هل سيستمع بيبي إلى رئيس لا يتنافس حتى لإعادة انتخابه؟

روبن رايت: فريد، أعتقد أن الرئيس بايدن بعث رسائل قوية، بعضها حتى في العلن، إلى بيبي حول كبح عملياته العسكرية، سواء كانت في غزة أو في الشرق الأوسط الأوسع. لا أعتقد أن رئيس الوزراء نتنياهو يستمع. لديه أجندته الخاصة، سواء السياسية أو الشخصية. الخطر بالنسبة لإدارة بايدن هو أن الوقت ينفد. كانت هناك محادثات مرتين هذا العام في عُمان بين مسؤولين إيرانيين وأمريكيين بشكل غير مباشر عن طريق سلطنة عُمان، من خلال طرق دبلوماسية بين الوفدين. لذا فهناك بعض الدلائل على أن إدارة بايدن مهتمة بمحاولة تهدئة قضية التوترات الإقليمية والضربات الإيرانية وما يفعله حلفاؤها في جميع أنحاء المنطقة، فضلاً عن التوترات مع إسرائيل. لسوء الحظ، فإن الاتفاق النووي، وشروط الاتفاق النووي، عفا عليها الزمن تقريبًا، ويشبه الأمر البدء من الصفر. كان توقيت موت هنية صعبًا بشكل خاص لأنه جاء في اليوم الذي تولى فيه الرئيس الجديد، مسعود بزيشكيان، منصبه، مما يضعه في زاوية. هذا الرجل الذي كان يتحدث عن تخفيف توتر العلاقات مع الخارج. لذا فإن تعامل إدارة بايدن مع لاعبين متعددين ومختلفين للغاية أمر صعب بشكل متزايد مع تحول التركيز في الولايات المتحدة إلى أجندتها الداخلية.

فريد زكريا: ولي، كيف يؤثر هذا الأمر على إيران؟ لأن لديك مقالاً مثيراً للاهتمام في مجلة الشؤون الخارجية، تحدثت فيه - بجانب المؤلف المشارك - عن كيف أن انتخاب هذا الرئيس الجديد في إيران يشير حقاً إلى أن الإيرانيين يحاولون اتباع نهج جديد. ماذا تقصد بقولك؟

ولي نصر: حسنًا، هناك إصلاحي فاز في الانتخابات الرئاسية في إيران. لقد خاض حملة انتخابية تهدف إلى تخفيف ضغط العقوبات على إيران، وهو ما يعني في نهاية المطاف - بمتابعة ما ذكرته روبن بشأن استمرار المحادثات في عُمان حتى يتم التوصل إلى نوع من الاتفاق حول المشاكل التي تواجهها الولايات المتحدة مع إيران في الملف النووي والإقليمي وما إلى ذلك، مقابل رفع العقوبات. لكن المشكلة هنا هي أن السياسة الإسرائيلية، وخاصة هذه التصعيدات تجاه إيران، لا تخلق البيئة المناسبة لذلك. في الواقع، إن ملاحقة هنية في يوم تنصيب هذا الرئيس الذي يريد بدء المفاوضات مع الولايات المتحدة يجعل الأمر صعباً للغاية. والمسؤولية، كما يبدو في بعض النواحي في طهران، تقع على عاتق الولايات المتحدة لإظهار قدرتها على كبح جماح إسرائيل ومنعها من إبعاد الحوار عن المفاوضات المحتملة إلى الحرب. أعني، الآن، تم تنصيب هذا الرئيس، لقد قلت أن هذا قد يخلق نوعًا من الزخم للمحادثات التمهيدية، وبدلاً من ذلك، نحن نتحدث عن حرب محتملة بين الولايات المتحدة وإيران باعتبار أن سفنًا حربية أمريكية تتجه إلى إيران، وقد ننتهي إلى مكان مختلف تمامًا. إذًا، بطريقة ما، فإن الولايات المتحدة تسعى فعليًا إلى تحقيق السياسة الإسرائيلية بدلًا من وضع سياستها الخاصة تجاه إيران.

فريد زكريا: روبن، ما مدى احتمالية… ذكرت أن هناك 10 صراعات مختلفة تشتعل في الشرق الأوسط وأنها كلها تتجمع معًا إلى حد ما. ما مدى الإمكانية - رغم حقيقة أن الإيرانيين لا يريدون حربًا، ورغم حقيقة أن الأمريكيين لا يريدون حربًا، ومعظم هؤلاء اللاعبين لا يريدون حربًا شاملة - أن نتعثر في حرب فعلًا؟

روبن رايت: بالتأكيد، وهذا هو الخطر الحقيقي والمأساة الحقيقية والمفارقة. عندما تنظر إلى ما حدث خلال الشهر الماضي مع إطلاق الحوثيين لطائرة بدون طيار ضربت تل أبيب، واستئناف الهجمات على القوات الأمريكية المتمركزة في سوريا والعراق لسبب مختلف تمامًا، فهم هناك لمحاولة احتواء داعش ومنع عودة داعش. ما قاله حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، هذا الأسبوع فقط عندما هدد بأن هذه الحرب تدخل مرحلة جديدة تمامًا - وأعتقد أن كتاب "بنادق أغسطس" يكتسب معنى جديدًا تمامًا. أعتقد أن السؤال هو: هل هناك من يرغب في التراجع؟ لقد رأينا عندما اغتالت الولايات المتحدة سليماني أن إيران ردت بالصواريخ على القوات الأمريكية. ولكن في الوقت نفسه أرسلت رسائل إلى واشنطن تشير إلى أنهم لا يريدون أي تصعيد. في الوقت ذاته، في إبريل، مع الضربات التي شنتها إسرائيل على الجنرالات الإيرانيين في سوريا، ثم الرد الإيراني على إسرائيل، كان هناك شعور بأن هذا رد مقابل الآخر دون المزيد من التصعيد. السؤال هو ما إن كان هذا الأمر سينتهي بتبادل مقابل الآخر فقط، بانتقام من قبل إيران على موت هنية ومن قبل حزب الله على موت قائدها في بيروت، أم أن هذا الأمر سيستمر في التكشف في وقت تنعدم فيه الدبلوماسية ولا أحد يتحدث حقًا عن غزة. لذا، نحن لا نتعامل حتى مع القضية الأساسية التي أحدثت هذه التحدي الهائل.