مصر.. العنف يضرب قطاع السياحة مجدداً والسيسي يأمر بتشديد الحماية على المواقع الحيوية
القاهرة، مصر (CNN)- ألقت محاولة الهجوم التي شهدتها مدينة الأقصر بمزيد من المعاناة على قطاع السياحة في مصر، الذي يعاني خسائر فادحة، على وقع أعمال العنف التي تشهدها مصر على مدار السنوات الماضية، منذ الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق، حسني مبارك، مطلع العام 2011.
وأعلنت السلطات المصرية الأربعاء، إحباط "محاولة هجوم إرهابي"، كان يستهدف معبد "الكرنك"، أحد أبرز المواقع السياحية في مدينة الأقصر، مما أسفر عن مقتل اثنين من منفذي الهجوم، وإصابة ثالث، بحسب ما أكدت وزارة الداخلية في بيان تلقته CNN بالعربية.
تزامناً مع ذلك الهجوم، أوردت بعض المواقع أن الأجهزة الأمنية أحبطت "محاولة" أخرى، كانت تستهدف منطقة الأهرامات بالجيزة، غربي القاهرة، إلى أن رئيس الادارة المركزية لآثار القاهرة والجيزة، كمال وحيد، نفى صحة تلك التقارير، وفق ما أورد موقع "أخبار مصر."
وفي أعقاب تلك المحاولة، أكد مسؤولون في رئاسة الجمهورية لـCNN أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي عقد اجتماعاً طارئاً مع رئيس مجلس الوزراء، إبراهيم محلب، ووزير الداخلية، مجدي عبدالغفار، أمر بتشديد الإجراءات الأمنية في مختلف المواقع الحيوية، بما فيها المناطق الأثرية.
كما أوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن الرئيس أمر بتكثيف التواجد الأمني في تلك المناطق، بهدف "الحيلولة دون تمكن الجماعات الإرهابية والمتطرفة من تكرار مثل هذه الحوادث الغاشمة"، مؤكداً أن "مثل هذه الأعمال الآثمة لن تنال من عزيمة الشعب المصري، أو من عزم الدولة المصرية."
وتُعد محاولة الهجوم على معبد الكرنك، الذي يزوره آلاف السائحين من المصريين أو الأجانب يومياً، هي الأولى التي تشهدها مدينة الأقصر، منذ "حادث الدير البحري" عام 1997، عندما قام مسلحون بإطلاق النار على عدد من السائحين، مما أسفر عن سقوط 62 قتيلاً، غالبيتهم من الأجانب.
وبينما كانت غالبية الهجمات، التي تتبناها جماعات إسلامية متشددة، تستهدف أفراد من الجيش والشرطة، فقد شهد الأسبوع الماضي هجوماً، وقع على بعد مئات الأمتار من منطقة الأهرامات، أكبر منطقة سياحية بمصر، عندما أطلق مسلحون النار على اثنين من أفراد الشرطة، فأردوهما قتيلين.
وفي فبراير/ شباط 2014، استهدف مسلحون من جماعة "أنصار بيت المقدس"، الموالية لتنظيم "داعش"، حافلة سياحية كانت تقل مجموعة من السائحين من كوريا الجنوبية، في شبه جزيرة سيناء، بينما كانوا في طريقهم من مصر إلى إسرائيل، مما أسفر عن سقوط 4 قتلى و14 جريحاً.
وأسفرت الهجمات التي تزايدت وتيرتها بعد "عزل" الرئيس الأسبق، محمد مرسي، عن مقتل المئات من أفراد الجيش والشرطة، إلا أن تزايد الهجمات التي تستهدف المواقع السياحية، يعكس "تصعيداً خطيراً" من قبل تلك الجماعات الإسلامية، بعد إحالة مرسي وعدد من قيادات جماعة "الإخوان المسلمين" إلى المفتي، للنظر في الحكم بإعدامهم.
تزامن هجوم الأقصر مع انعقاد مؤتمر "قمة التكتلات الاقتصادية الأفريقية الثلاثة"، وهي تكتلات "الكوميسا"، و"سادك"، و"تجمع شرق أفريقيا"، في منتجع شرم الشيخ، على ساحل البحر الأحمر، بحضور السيسي وعدد من قادة الدول الأفريقية، لتدشين منطقة للتجارة الحرة بين دول تلك التجمعات.
وتسعى الحكومة المصرية إلى النهوض بالقطاع السياحي، أحد أكثر القطاعات الاقتصادية تضرراً بفعل الاضطرابات التي تشهدها البلاد، حيث يساهم هذا القطاع بنسبة تصل إلى 11.3 في المائة من إجمالي الدخل القومي، كما أنه يوفر ما نسبته 19.3 في المائة من مصادر النقد الأجنبي للاقتصاد المصري.