لجنة إدارة الغذاء والدواء الإستشارية تصوت لصالح التوصية بلقاح "فايزر" للأطفال بين 5 و11 عامًا
دبي، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- صوّت مجمل أعضاء اللجنة الاستشارية المستقلة لشؤون اللقاح التابعة لإدارة الغذاء والدواء (17 صوتًا مع امتناع أحدهم عن التصويت) الثلاثاء، لصالح التوصية بالاستخدام الطارئ للقاح "فايزر" المضاد لفيروس كورونا للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عامًا.
وقد أجمع أعضاء من اللجنة الاستشارية لشوؤن اللقاح والمستحضرات الدوائية الحيوية التابعة لإدارة الغذاء والدواء على أنّ فوائد اللقاح للأطفال الأصغر سنّا أكبر بكثير من مخاطره، غير أنّ بعض الأعضاء بدوا قلقين من التصويت لصالح تلقيح شريحة واسعة من هؤلاء الأطفال، لأنهم يستندون إلى دراسات شملت بضعة آلاف منهم فقط.
وقال دكتور بول أوفيت، الذي يدير مركز الثقيف بشأن اللقاحات في مستشفى فيلادلفيا للأطفال "ما يطمئنني هو أننا نعطي جرعة أقل" من هذا اللقاح.
وكانت شركة "فايزر- بيو إن تك" خفّضت جرعة اللقاح المخصّص للأطفال دون 12 عامًا إلى الثلث، بعدما أظهرت التجارب أنها تؤمّن الحماية الكافية للأطفال الذين لديهم عوارض. ويبقى الأمل ألا تتسبب بعوارض جانبية كثيرة.
وقال نائب الرئيس الأول في "فايزر" ويليم غرابر في الاجتماع إننا "نعتقد أننا قوينا الاستجابة المناعية وقلّلنا ردات الفعل إلى الحد الأدنى".
أما المشكلة الأساسية فتكمن في الخطر النظري من الإصابة بالتهاب عضلة القلب بين فئة الشباب بعد تلقيهم لقاحي "فايزر" و"مودرنا"، إذ أن الدراسات المقدّمة لم تستند إلى عدد كافٍ من الأطفال الأصغر سنًّا لمعرفة إذا كانوا يتعرضون لهذا الخطر أم لا.
وقال الدكتور أرنولد مونتو رئيس اللجنة وأستاذ علم الأوبئة في جامعة ميتشيغان "حدّدنا جرعة أقل من اللقاح الذي نتوقّع أن يخفّف من وتيرة الإصابة بعارض التهاب عضلة القلب الجانبي والنادر".
ومن جهته، قال دكتور كودي ميسنر، وهو أستاذ طب الأطفال في كلية الطب التابعة لـ"تافتس يونيفرسيتي" (Tufts University)، إنّ "ما يثير قلقي هو أنه في حال وافقنا على إعطاء هذه الجرعة فستفوّض الولايات الإدارة لإعطاء هذا اللقاح للأطفال حتى يذهبوا إلى المدرسة، وأنا لا أوافق على ذلك"،مضيفًا: "أعتقد أننا نكون بذلك نرتكب خطأً، في هذا الوقت".
لكن دكتور بيتر ماركس الذي يرأس قسم اللقاحات التابع لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وهو مركز تقييم ومراجعة المستحضرات الدوائية الحيوية، رأى أنّ هذا الأمر مستبعدًا.
وقال ماركس بعد التصويت: "فقط لأطمئن اللجنة، نحن نوصي بأخذ قرار السماح بالإستخدام الطارئ وليس بالموافقة على الاستخدام، وعمومًا، رغم أنه من الممكن، وأعتقد أنّه سيتم طلب تفويض لاستخدام اللقاح، لكن الولايات لم تقدم قبلًا على ذلك عند إعطاء الموافقة على الاستخدام الطارئ، وثمة حكام ولايات سبق وأعلنوا أنهم لن يقدموا على أي أمر حتى يحصل اللقاح على الموافقة، ما يعارض الموافقة على الاستخدام الطارئ".
بدورها، ذكّرت الدكتورة أماندا كوهن من المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها اللحنة، بأنّ أطفالًا فارقوا الحياة جراء إصابتهم بـ"كوفيد-19". ووفقًا للوكالة سُجّل وفاة أكثر من 700 طفل من عمر 18 عامًا وما دون، نتيجة إصابتهم بكوفيد.
وأوضحت كوهن: "لا نريد أن يموت الأطفال بسبب كوفيد، ولا نريد رؤيتهم في وحدات العناية المركزة".
وقالت إدارة الغذاء والدواء، إنه بموجب معظم التصوّرات المطروحة، تفوق الفوائد الناجمة عن تلقيح الأطفال الأصغر سنًّا المخاطر، وبيّنت نتائج التجارب السريرية لـ"فايزر" أن فعاليته لحماية الأطفال الذين لديهم عوارض تتخطى نسبة 90%.
وستأخذ إدارة الغذاء والدواء تصويت اللجنة بالاعتبار، ويرجّح أنها ستعطي الإذن بالاستخدام الطارئ للقاح على الأطفال الأصغر سنًا، في الأيام المقبلة.
وبعد ذلك، تلتقي اللجنة الاستشارية للّقاح التابعة للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها الأسبوع المقبل، يومي 2 و3 تشرين الثاني/نوفمبر، لمناقشة القرار والنظر في التوصية بإعطاء اللقاح لأطفال الولايات المتحدة الأمريكية أم لا. وتبقى الكلمة الأخيرة في ذلك لمديرة المراكز الأمريكية الدكتورة روشيل والينسكي. وفي حال أعطت الضوء الأخضر، يرجّح أن تبدأ عملية التلقيح الأسبوع المقبل.